بين بريق الذهب ومخاطر السوق.. كيف تتخذ القرار الاستثماري الصحيح؟ - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

إعداد: هشام مدخنة

في عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 11%، بعد زيادة قدرها 27% العام الماضي. ويتم تداوله اليوم عند نحو 2,926 دولاراً للأوقية، متعافياً من أدنى مستوى له في أسبوع بسبب عدم اليقين المحيط بالتعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة المحتملة. كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للمعدن النفيس بنحو 10% حتى الآن هذا العام، وأعلى حالياً بنسبة 36% مقارنة بالسعر في 2024.

ورغم أداء الذهب القوي في الآونة الأخيرة، فمن الضروري أن يفكر المستثمرون فيما إذا كانت الأسعار الحالية تعكس القيمة الجوهرية، أم أنها مدفوعة بحماس السوق؟

وبهذا الشأن، تنصح فلسفة وارن بافيت الاستثمارية بالحذر عند التعاطي مع مثل هذه الأسواق الصاعدة. وقد صرّح ذات مرة: «كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وجشعاً عندما يكون الآخرون خائفين». وهذا يشير إلى أنه خلال فترات الحماس المتزايد وارتفاع الأسعار، يجب على المستثمرين توخي الحذر لتجنب الدفع الزائد مقابل أصول مبنية على قيم مبالغ فيها.

الخطأ الشائع

وأكد بعض الخبراء أن المستثمرين يجب أن يتجنبوا إغراء مطاردة شيء لامع، وأن يتذكروا القاعدة الكلاسيكية التي وضعها بافيت. وقال لي بيكر، وهو مخطط مالي معتمد، ورئيس شركة «كلاريس فاينانشال أدفايزرز»: «أشعر بأن الجميع أصبح جشعاً في ما يتعلق بالذهب. ولا ينبغي للمستثمر النموذجي أن يكون لديه تخصيص للذهب يتجاوز 3% من محفظة متنوعة».

وأضاف أن من تُغريهم العوائد المرتفعة قد يتصرفون بشكل انفعالي ويشترون كمية كبيرة من الذهب، وهم بذلك يرتكبون خطأ الاستثمار الشائع المتمثل في الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض.

لماذا ارتفعت أسعار الذهب؟

يرى المستثمرون غالباً أن الذهب ملاذ آمن في أوقات الاضطرابات، ويلهثون وراءه عندما تكون هناك مستويات عالية من عدم اليقين، وكما أوضح سمير سامانا، كبير استراتيجيي السوق ورئيس الأسهم العالمية والأصول الحقيقية في معهد «ويلز فارغو للاستثمار»: «يشتري كثيرون الذهب لأنهم يعتقدون أنه تحوط جيد ضد التضخم، على الرغم من أن البيانات لا تدعم دائماً أطروحة الاستثمار هذه. فلطالما كانت السندات أكثر إشراقاً من الذهب في أوقات الأزمات الحقيقية».

وقال سامانا إن العقوبات الأمريكية على روسيا والتي يعود تاريخها إلى عام 2022 كانت «الشاحن التوربيني» لعائدات الذهب على مدار العام الماضي أو أكثر. حيث دفعت تلك العقوبات بعض البنوك المركزية، في الصين على وجه الخصوص، إلى شراء المزيد من السلعة بدلاً من سندات الخزانة الأمريكية لتجنب الصعوبة المحتملة في الوصول إلى الأصول المقومة بالدولار، في خضمّ صراع جيوسياسي مستقبلي.

ومع ذلك، لا يتوقع الخبراء أن يستمر الذهب في التألق. فقد أشار بيكر إلى أنه لا يوجد سبب يدعو لاستمرار الصعود الكبير في الأسعار، إلا نوعاً من الحرب المطولة.

كيف نستثمر في الذهب؟

يوصي بيكر بالتعرض للذهب عبر صندوق مثل صندوق التداول في البورصة، أو من خلال الاستثمار في أسهم شركات تعدين الذهب، على سبيل المثال، بدلاً من شراء الذهب المادي.

وقال إن الصناديق والأسهم أكثر سيولة بشكل عام في حالة احتياج المستثمر إلى بيع الأصل. وإنه من المرجح أن يواجه المستثمرون الذين لديهم الكثير من الذهب المادي مشكلة إضافية تتمثل في تخزينه والتأمين عليه. وقد يكلف التأمين المستثمرين 1% إلى 2% أو أكثر من قيمة ذهبهم سنوياً.

بدوره، يعتقد سامانا أنه قد يكون من المقبول للمستثمرين الاحتفاظ بنسبة 1% إلى 2% من الذهب ضمن محفظة متنوعة جيداً. وقال إن المهتمين بشراء الذهب يجب أن يعتبروه جزءاً من محفظة سلع أوسع نطاقاً، والتي من المحتمل أن تشمل تخصيصات للطاقة والزراعة والمعادن الأساسية، مثل النحاس إلى جانب المعادن الثمينة. باختصار، يؤكد ارتفاع أسعار الذهب على الحاجة إلى نهج استثماري متوازن. ويجب على المستثمرين أن يظلوا يقظين، وأن يُقيموا قيم الأصول الأساسية، ويتجنبوا التأثر بمشاعر السوق السائدة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق