المغرب .. صمام أمان إفريقيا ودوره الحاسم في مواجهة الإرهاب وتعزيز التنمية - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المغرب .. صمام أمان إفريقيا ودوره الحاسم في مواجهة الإرهاب وتعزيز التنمية - عرب بريس, اليوم الجمعة 10 يناير 2025 02:26 مساءً

تشهد منطقة الساحل والصحراء تصاعدًا مستمرًا في التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف باستقرار الدول، ووسط هذه التحديات يبرز المغرب كقوة إقليمية محورية، يقودها جلالة الملك محمد السادس برؤية حكيمة تجمع بين الحزم العسكري، والحنكة الدبلوماسية، والانخراط التنموي، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في صياغة مستقبل المنطقة.

ويُعد نزاع الصحراء المغربية أحد أكثر النزاعات المفتعلة تعقيدًا في إفريقيا، كما تروج الجزائر لجبهة البوليساريو كأداة لتعطيل استقرار المغرب وتقويض تقدمه، لكن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس أظهر التزامًا راسخًا بسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية، مستندًا إلى الشرعية التاريخية والقانونية.

وحتى يناير 2025، شهدت قضية الصحراء المغربية تطورات دبلوماسية بارزة، حيث تزايد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل سياسي واقعي ودائم للنزاع.

الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي:

الدول الداعمة: عبّر حوالي 113 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، عن دعمها الواضح لمخطط الحكم الذاتي كحل للنزاع حول الصحراء المغربية.

الدول المعلقة لعلاقاتها مع "الجمهورية الوهمية": قطعت أو علقت 46 دولة، من بينها 13 دولة إفريقية، علاقاتها مع "الجمهورية الوهمية"، كان آخرها جمهورية غانا.

التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية: ارتفع عدد القنصليات الأجنبية في الأقاليم الجنوبية للمغرب إلى 30 قنصلية، بعد أن افتتحت تشاد قنصليتها في الصحراء المغربية، وتتوزع هذه القنصليات بين مدينتي العيون والداخلة، حيث توجد 12 قنصلية في العيون و18 في الداخلة.

وتعكس هذه التطورات الدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية من قبل المجتمع الدولي، وتؤكد على التزام المغرب بحل النزاع في إطار سيادته ووحدته الترابية.

كما تحولت جبهة البوليساريو من كيان يدّعي الدفاع عن "الاستقلال" إلى عنصر معرقل للأمن الإقليمي، وبدلاً من أن تكون المخيمات في تندوف ملاذًا إنسانيًا، أصبحت مرتعًا للجريمة المنظمة وتجارة البشر والأسلحة والمخدرات، وأخطر ما في الأمر هو ارتباط البوليساريو بجماعات إرهابية مثل "نصرة الإسلام والمسلمين"، و"داعش في الصحراء الكبرى"، و"بوكو حرام"، مما يجعل البوليساريو تهديدًا يتجاوز حدود النزاع المحلي ليصبح مشكلة دولية.

والحادثة الأخيرة التي تعرضت لها شاحنات مغربية في منطقة نيورو بين مالي وموريتانيا تعكس مدى خطورة الوضع، حيث تستغل هذه التحالفات لزعزعة النشاط الاقتصادي الإقليمي وتهديد أمن الممرات التجارية.

ولمواجهة التحديات الأمنية، طور المغرب قواته المسلحة لتصبح من بين الأقوى في القارة الإفريقية، حيث تمتلك القوات المسلحة الملكية المغربية أحدث المعدات العسكرية، بما في ذلك طائرات "إف-16"، وأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"، ودبابات "أبرامز"، بالإضافة إلى تعزيز قدراتها البحرية بمعدات متطورة.

وهذه القوة العسكرية لا تقتصر على الدفاع عن سيادة المغرب، بل تسهم في تعزيز الأمن الإقليمي من خلال المشاركة في عمليات حفظ السلام ومحاربة الإرهاب، كما يعزز المغرب دوره كحليف أمني موثوق للشركاء الدوليين في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.

كما يعتمد المغرب على "الدبلوماسية الدينية" كأداة لمكافحة التطرف، ومن خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة، يسعى المغرب إلى نشر قيم الإسلام المعتدل وتعزيز التسامح، وهو ما جعل المملكة شريكًا أساسيًا للعديد من الدول الإفريقية في مواجهة الفكر المتطرف.

واعتمد المغرب بقيادة الملك محمد السادس سياسة "رابح-رابح"، التي تقوم على تحقيق مصالح متوازنة لجميع الأطراف، ومن أبرز ثمار هذه السياسة مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي وتوفير الطاقة لدول غرب إفريقيا بما يخدم التنمية الإقليمية بشكل مستدام.

كما استثمر المغرب بشكل كبير في القارة الإفريقية ليصبح ثاني أكبر مستثمر إفريقي، وشملت هذه الاستثمارات قطاعات حيوية مثل البنوك، والاتصالات، والصناعات التحويلية، مما رسخ مكانته كشريك اقتصادي موثوق.

ومع تصاعد المطالبات بتجميد عضوية البوليساريو في الاتحاد الإفريقي، أصبحت الأرقام والمعطيات الدبلوماسية تعكس تغيّرًا كبيرًا في المواقف الدولية تجاه هذا الكيان الانفصالي. وتشير الإحصائيات إلى أن:

37 دولة إفريقية من أصل 54 لا تعترف بما يُسمى "الجمهورية الوهمية"، وهو ما يمثل أكثر من ثلثي دول القارة.

22 دولة جسّدت موقفها الداعم لمغربية الصحراء بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية المغربية، خصوصًا في مدينتي العيون والداخلة، ما يعد تأكيدًا سياسيًا وقانونيًا لوحدة المغرب الترابية.

لا تعترف سوى 17 دولة بالكيان الانفصالي، مما يظهر تقلص قاعدة دعمه الدبلوماسي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.

فقط 9 دول تستضيف تمثيليات دبلوماسية لجبهة البوليساريو، مما يعكس تراجع تأثيرها على الساحة الدولية.

وتؤكد هذه الأرقام أن جبهة البوليساريو لم تعد تحظى بالدعم الكافي داخل الاتحاد الإفريقي، وأن هناك مسارًا واضحًا يمكن أن يؤدي إلى تجميد عضويتها، وموقف المغرب واضح وحازم بالمطالبة بإنهاء الوضعية غير المنطقية التي سمحت بوجود كيان انفصالي داخل منظمة قارية تمثل سيادة الدول ووحدتها.

ويقدم المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نموذجًا متكاملاً يجمع بين القوة العسكرية الرادعة، والدبلوماسية الفعالة، والتنمية الاقتصادية، وفي عالم يتسم بالتحديات المعقدة، يظل المغرب ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في إفريقيا، وشريكًا حقيقيًا في تحقيق التنمية المستدامة.

وإن استمرار دعم المغرب من قبل المجتمع الدولي يُعد ضمانة لاستقرار المنطقة وازدهارها، وهو رسالة واضحة بأن السيادة المغربية على الصحراء أمر محسوم وغير قابل للنقاش.

* ضرار هفتي، باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق