جزر القُمر وجهة سياحيّة عربية لم يُكتشف جمالها بعد - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جزر القُمر وجهة سياحيّة عربية لم يُكتشف جمالها بعد - عرب بريس, اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 09:15 مساءً

سرايا - على الرغم من كونها وجهة بعيدة عن "أجندات" السائحين ولا يُروج لها كثيراً، إلا أن جزر القمر وجهة لا يمكن إنكار طبيعتها الخلابة وثقافتها المتنوعة، وروعة شواطئها البعيدة عن العاصمة والتي لم يمسها البشر. كما لا يشعر السائحون العرب بالغربة في جزر القمر المتأثرة بالثقافة العربية لا سيما المطبخ العربي (اللحوم والأرز) واللافت أن للثقافة العمانية أثُر واضح في جزر القمر إذ يُلاحظ التشابه بين الزي الرسمي "الدشداشة" بين البلدين خصوصًا أنه جمعت سلطنة عُمان بجزر القمر علاقات كبيرة ومميزة تعود إلى عصور قديمة.
تقع جزر القمر في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا.

تعد الجبال والحياة البرية وشواطئ جزر القمر من أهم مناطق الجذب السياحي في البلاد. إنها ثالث أصغر دولة إفريقية من حيث المساحة، وتتكون من أربع جزر بركانية وهي: نجازيجا (القمر الكبرى) وموالي (موهيلي) ونزواني (أنجوان) ومايوت، وهي أقدم الجزر.

اللغات الرسمية في جزر القمر هي القمرية (شيكومورو)، وهي لغة بانتو مرتبطة باللغة السواحيلية ومكتوبة بالخط العربي، بالإضافة إلى الفرنسية والعربية، لذا من المفيد معرفة بعض العبارات الأساسية بإحدى تلك اللغات. يتحدث الكثير من العاملين في مجال السياحة بعض اللغة الإنجليزية، لكنها ليست منتشرة على نطاق واسع. إشارة إلى أن الجيل القديم يفهم ويتحدث العربية، علماً أن علم البلاد يحمل 4 نجوم ترمز إلى الجزر الأربع.

نشاطات سياحية في جزر القُمر

43292c3d0e.jpg
                                  لقطة لأحد شواطئ جزر القمر

للتعرف أكثر إلى السياحة في جزر القمر الوجهة غير الرائجة في الخريطة السياحية العالمية، ينصح BenNour Ahmed المدير التنفيذي لشركة DISCOVERMORES للسياحة، المسافرين بقضاء بين 10 و20 يومًا في جزر القمر. ويعدد مجموعة من النشاطات السياحية الجاذبة وفق الآتي.

• تسلق بركان كارثالا: يعد أكثر البراكين نشاطًا في العالم. يمكن للزائرين الصعود إلى القمة التي ترتفع لارتفاع 2361 متراً فوق مستوى سطح البحر، والاستمتاع بالمناظر الخلابة للجزيرة والمحيط الهندي. وهناك ثلاث طرق مختلفة لبلوغ القمة إما عن طريق المشي ليوم كامل أي 12 ساعة وإما عن طريق المشي ليومين مع المبيت لليلة في خيمة وإما من خلال سيارة رباعية الدفع تصل على ارتفاع 1600 متر ثم يُطلب من السائحين المشي لساعتين لبلوغ القمة.

• زيارة سولت ليك: تقع شمال جزيرة القمر الكبرى. لا أحد يعرف بالضبط عمق البحيرة، التي هي فريدة من نوعها، فمياهها مالحة ما يميزها عن البحيرات من هذا النوع. ويعتقد أن مياه المحيط تغذيها، ولكن العلماء لم يجدوا إجابة بعد. ميزة أخرى للبحيرة - وجودها بكميات هائلة من مياه الطحالب، والتي بسببها يتغير لونها من الأخضر الداكن إلى الأزرق اللامع مرتين في اليوم.

أشجار النخيل تزين أحد شواطئ جزر القمر
• الاستجمام على شاطئ مالوجا: يقع في ميتساميولي، على الساحل الشمالي لجزيرة القمر الكبرى. مع الرمال البيضاء الناعمة والصخور البركانية الحادة المحاطة بأشجار النخيل، فإن المناظر الطبيعية على شاطئ مالوجا لا تُنتسى. المياه الفيروزية هادئة وآمنة للسباح، و يوجد عدد قليل من المطاعم في الموقع.

• استكشاف جزيرة موهيلي: هي أصغر جزر القمر وأكثرها روعة. ينصح الخبير بقضاء 4 أيام و3 ليال في الجزيرة لاستكشافها. يتوافر عدد قليل جدًا من السكان في الجزيرة، لذا فهي غير متطورة إلى حد كبير وبرية تمامًا. لدرجة تبدو أنها عالقة قليلاً في الماضي. سيجد الزائر هنا الحديقة الوطنية الوحيدة في البلاد: Parc Marin de Mohéli. إذ يرغب عشاق الطبيعة في التحقق من الجزر الصخرية المنتشرة في الجزيرة. يطلق عليه السكان المحليون اسم موالي أو مويلي وهو مكان رائع لاكتشاف الحياة البحرية مثل السلاحف البحرية والحيتان والدلافين.

• قصد أنجوان: تلقب بـ "لؤلؤة جزر القمر". سيجد السائح المزارع العربية القديمة ورائحة القرنفل وزهرة الإيلنغ، وسيُصادف السكان المحليين يعملون بجد ويفخرون بشدة بجزيرتهم الصغيرة. يحلو الذهاب إلى المرتفعات للحصول على هواء أكثر برودة ومشاهدة الضباب يتدحرج عبر الغابات المطيرة.
للتعرف أكثر إلى السياحة والثقافة والعادات في جزر القمر، حاورت "سيدتي" رحالة من دول مختلفة ليرووا للقراء تجاربهم المنوعة.

الرحالة الإماراتي عبدالله آل علي
من الأماكن السياحية التي زارها الرحالة الإماراتي عبدالله آل علي خلال رحلته إلى جزر القمر: الشواطئ الخلابة ومزارع الفانليلا التي تشتهر فيها الدولة ومزارع نباتات يلانج يلانج التي تعتبر من أهم الزيوت العطرية لصنع العطور، علمًا أن جزر القمر هي المصدر الأول لزيوت هذه النبتة حول العالم.
كذلك جبل كارتالا الذي يعدّ من أكبر البراكين النشطة في العالم، يمكن تسلق هذا الجل لمحبي رياضة التسلق والمشي. بالإضافة إلى أسواق موروني الشعبية.
ويوضح الرحالة الإماراتي أن النشاطات في جزر القمر تستقطب بالدرجة الأولى فئة الشباب للاستمتاع بالسباحة والغوص ورياضات المشي في المسارات الجبلية والتسلق. كما تستهدف السياحة في الوجهة أيضًا محبي المغامرة والباحثين عن فرص خوض التجارب المختلفة، فضلاً عن رحالة يبحثون في الغوص في الطبيعة التي لم يمسها البشر.

بالنسبة لعبدالله آل علي تعد السياحة في جزر القمر آمنة جداً، لكونها دولة صغيرة وشعبها مرحب بالسائحين. ويقول: "عند زيارتي صادفت العديد من الشعب القمري في الأماكن المختلفة وكان جميعهم مرحبين واستقبلونا في منازلهم لنستكشف نمط حياتهم. ولا أنسى ترحيب إحدى كبار السيدات عند رؤيتنا بالغناء وكانت أعينها تغمهرها الدموع من شدة الفرحة لرؤية سائحين عرب".
بالنسبة للتنقل في جزر القمر، ينصح الرحالة باستئجار سيارة خاصة أو حافلة سياحية من إحدى شركات السياحة هناك.

وقد لفت انتباه الرحالة المزيج المتنوع بين الثقافة العربية والفرنسية بسبب الاستعمار الفرنسي الذي له تأثير واضح على لغة أهل البلد. ويقول في هذا الإطار، إنه "من الأشياء التي شدت انتباهي أثناء تجولنا بين القرى رؤية مجموعة من النساء تحيك الملابس الرجالية والقبعات وعند سؤالنا لهن أخبرونا أنهن يحضرون للزواج الكبير".
ينصح بتناول الوجبات البحرية مثل الروبيان بجوز الهند وتناول وجبة مشاكيكي لمحبي اللحوم وهي عبارة عن لحم مشوي بالليمون والبهارات. وللنباتيين، يمكنهم تناول حساء البازلاء مع حليب جوز الهند.
وبالنسبة للإقامة، لا تتوافر خيارات عديدة من الفنادق والمنتجعات بسبب قلة عدد السائحين. ولكن عند الزيارة، لا بدّ من اختيار مكان الإقامة الذي يضم غرف تقدم إطلالات خلابة على مياة البحر القرميزة.

الرحالة الأسترالية Rach Davey والرحالة سلوفاكيا Martina Sebva
عن تجربتهما السياحية في جزر القمر، تتحدث كل من الرحالة الأسترالية Rach Davey والرحالة سلوفاكيا Martina Sebva  وتقول إن أكثر ما لفت انتباههما هو استكشاف السوق المليئة بالألوان والتفاعل مع السكان المحليين الذين كانوا بغاية الودية والانفتاح على الزائرين. كما أمضيا أمسية مريحة للغاية في شاطئ جميل في الجزء الشمالي من جزيرة القمر الكبرى بالقرب من Maloudja Bungalows.

وتتابعان أن الديانة الإسلامية السائدة في جزر القمر لها انعكاسات في المجتمع بحيث يمكن سماع الأذان ويوجد الكثير من المساجد كما أن الرجال المحليين يرتدون قبعات تقليدية أما النساء فيغطين أنفسهن ويرتدين وشاحاً أو حجاباً لتغطية شعرهن. ولعل الأمر الأكثر فرادة ولفت نظرنا كان أن النساء تستخدم معجون خشب الصندل على وجوههن لحماية أنفسهن من أشعة الشمس.

ومن جهتمهما، تنصحان السائحين بتذوق بروشيت لحم البقر وهي عبارة عن قطع من لحم البقر الفيليه التي توضع على الأسياخ ويتم شيه) وتقدم مع البطاطس المقلية والسلطة. للطعام الفرنسي أثر كبير على المطبخ القمري لذا يمكن تذوق الخبز الفرنسي الرائع أيضاً.
وتتفق الرحالتان الأجنبيتان مع الرحالة الإماراتي عبدالله آل علي على طيبة الشعب القمري والود الذي يتمتع به وروح الضيافة العالي عندهم. وفي هذا الإطار، تقول الرحالتان إنه "من اللحظات المفضلة لدينا كانت المشي على الشاطئ حيث التقينا بأحد السكان المحليين وبدأنا بالتحدث معه. أراد معرفة من أين نحن ثم دعانا لمقابلة صديقه الذي كان قد عاد للتو إلى الشاطئ. كان في قاربه حيث اصطاد سمكة تونة ضخمة، وكانت بمثابة وليمة للعائلة. التجارب الأخرى المفضلة لدينا كانت التفاعل مع السكان المحليين والاستمتاع بنمط حياة الجزيرة البطيء".

153c54c093.jpg
                              جانب من جزر القمر عند المساء

عادات الزواج في جزر القمر
ينقسم الزواج في جزر القمر إلى قسمين، "زواج العفة" حيث يُعقد قران العروسين بأقل تكاليف ممكنة، والزواج الكبير (الأندا) الذي يتخد أهمية كبيرة في المجتمع القُمُري، إذ يعتبر بمثابة تحقيق الذات، علماً أنه يتطلب إنفاق الكثير من الأموال. وهو يُقام عند عقد القران للمقتدرين، أو بعد أعوام من زواج العفة بعد أن يجمع خلالها الزوج مالًا كافيًا لإقامة وليمة يدعى إليها الآلاف.

وفي هذا الإطار، يوضح المصور والوثائقي والمخرج القمري Nofal el Shabazz،  أن "القموريون ملتزمون جدًا بثقافتهم، ولا ينبغي نسيان أننا أفارقة وليس عرباً. لذلك، تلعب الثقافة الأفريقية دوراً هاماً". ويضيف أن "الثقافة والعادات تساهم إلى حد كبير في إيجاد وسيلة للناس للحصول على طعامهم، ففي حفلات الزفاف، تُنفق مبالغ كبيرة. هذا التراث الثقافي الذي احتل مكانة في المجتمع القُمُري يتبين أنه مثال رائع لعاداتنا، سواء كان ذلك من خلال ملابسنا التقليدية أو أغانينا أو ببساطة ترحيبنا".

وعن الزواج الزفاف الكبير (الأندا)، يقول إنه "غالباً ما يُعتبر نجاحاً في المجتمع القمُري، وهو اليوم عبارة عن عرض للثراء، خلاله هناك العديد من الفعاليات التي نحتفل بها، مثل المجلس (المجيليسي)، وهي حفلة مخصصة للرجال. إنها بلا شك أهم حفلة في نظر العريس خلال احتفاله بالأندا. يتم تقديم العريس أمام الحضور، بما في ذلك الأقارب والضيوف المميزين الذين جاءوا من جميع أنحاء البلاد. تمتزج الحفلة بين الدين والاحتفال، حيث يتم تنشيطها بواسطة القصائد الشعبية التي يؤديها الشبان من القرية وتلاوة القرآن الكريم في المسجد.
25eca4fb88.jpg 

                                     الطبيعة خلابة في جزر القمر

 

 

 

 





replay

تابع قناتنا على يوتيوب

replay

تابع صفحتنا على فيسبوك

replay

تابع منصة ترند سرايا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق