نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الحب إلى الفواتير.. هل أصبح الزواج معادلة خاسرة؟ - عرب بريس, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 05:42 مساءً
في عالم بعيد، حيث كانت الأحلام تُصنع من الحرير، والعهود تُكتب بحبر القلب، كان هناك ميثاقٌ غليظ لا تخترقه الأيام ولا تفتك به الأقدار. كان الرجل فارسًا يحمل على كتفيه بيتًا، وكانت المرأة وردة تنبض بالعطر والحنان. الحب كان سلطانًا لا ينازع، والبيت كان قصيدة يكتبها اثنان، بلا حسابات، بلا فواتير، بلا صفقات.
لكن، يا للعجب! كيف انقلب السحر على الساحر؟ كيف صار هذا العهد تجارة، وهذا العشق معادلة من الأرقام والمطالب؟ بالأمس كان الزواج رحلة ممتعة، واليوم صار قائمةً طويلةً من الفواتير، وكأن الرجل مجرد آلة صراف آلي، والمرأة محاسِبة في متجر بلا نهاية!
في الغرب، الحب يبدأ كأغنية فرنسية ناعمة، لكنه ينتهي بمرافعة قانونية صارمة. الرجل هناك لا يفكر في الزواج إلا عندما يملك حسابًا مصرفيًا لا ينضب، والمرأة لا تبدأ الحب إلا بعد أن تطمئن إلى بند التعويضات بعد الانفصال! الحب في بريطانيا وألمانيا له ضريبة، وفي أمريكا له فواتير لا تنتهي، وفي النهاية يتساءل الجميع: هل كان الزواج صفقة فاشلة؟
أما في بلادنا، فلا يختلف الحال كثيرًا، وإن كان أكثر درامية! الزواج عندنا له مراسم تشبه حفلات التتويج، لكن نهايته تشبه حفلات التأبين. الزوج مطلوب منه أن يدفع، يدفع، ثم يدفع! من الشقة إلى المدارس، من الطعام إلى الترفيه، وكأن الزواج هو ضريبة العمر التي لا تنتهي. المودة والرحمة التي وعدنا بها القرآن، أين ذهبت؟ هل استبدلناها بكشوف الحسابات؟
وفي مصر، آه يا مصر! في عام 2023، كان الطلاق ضيفًا ثقيلًا على 265,606 بيتًا. تخيل الرقم! كل هؤلاء كانوا يومًا ما عرسانًا يبتسمون في الصور، والآن هم مجرد أرقام في محاكم الأسرة. ماذا حدث؟ هل الحب كان وهْمًا؟ أم أن الزواج كان مقلبًا جماعيًا؟
الحل؟ ربما علينا أن نعود إلى نقطة البداية، نُعيد ضبط المصنع. أن نفكر كيف نُعلِّم أبناءنا معنى الزواج، قبل أن يجدوا أنفسهم في دوامة القروض والنفقات والمحامين. لا بد من تدريس التربية الأسرية في المدارس، لا كمادة جامدة، بل كقصص تُحكى، ودروس تُعاش. لنعلمهم أن الزواج ليس حفلة زفاف فاخرة، وليس عقدًا ممهورًا بالديون، بل هو شراكة، رحلة، مغامرة، فيها الحب كما فيها المسؤولية.
ربما حينها، نعيد للزواج شيئًا من سحره القديم، وننقذه من قبضة الحسابات الباردة!
0 تعليق