تواجه لبنان والمنطقة المحيطة بها منخفضًا جويًا قطبي المنشأ، أطلق عليه الأرصاد اللبنانية اسم "آدم"، والذي من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على الطقس في الحوض الشرقي للمتوسط خلال الأيام المقبلة. 

العاصفة "آدم" ليست مجرد تقلبات جوية عادية، بل هي منخفض جوي يحمل معه الثلوج والبرودة الشديدة التي ستشمل العديد من المناطق اللبنانية، خصوصًا شمال البلاد.

الثلوج تغطي لبنان بشكل غير مسبوق

أوضح مسؤولون في مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية أن المنخفض الجوي "آدم" سيصاحبه انخفاض حاد في درجات الحرارة، حيث ستتساقط الثلوج على ارتفاعات تبدأ من 400 متر فما فوق، خاصة في المناطق الشمالية. 
وأكدت الأرصاد فى لبنان أن تأثير المنخفض الجوي سيشمل كافة المناطق اللبنانية، على أن تكون الأيام المقبلة أكثر برودة، خصوصًا يومي السبت والأحد، حيث تلامس الثلوج ارتفاع الـ400 متر. من المتوقع أن يستمر هذا التأثير حتى يوم الثلاثاء المقبل، مع استمرار موجات من الصقيع التي قد تؤثر على الحياة اليومية.

ما هي العوامل التي تجعل "آدم" عاصفة قوية؟

تتميز العاصفة "آدم" بوجود كتلة هوائية شديدة البرودة، حيث تساهم الرياح القطبية القادمة من شمال الكرة الأرضية في تشكيل هذا المنخفض الجوي. 
ووفقًا لخبراء الطقس، فإن هذه العاصفة ستكون "قاسية" في قسمها الثاني، وذلك بسبب وصول التيارات القطبية (jet stream) إلى المنطقة. ورغم أن رطوبة الهواء ستكون محدودة، فإن تأثير هذه العاصفة على لبنان ومحيطها سيكون كبيرًا، خصوصًا في المناطق الجبلية.

توقيت العاصفة وتأثيراتها على لبنان والمنطقة

بداية تأثير المنخفض الجوي كانت قد بدأت ليلة الأربعاء، ومن المتوقع أن يستمر حتى يوم الاثنين المقبل.
ومن المعروف أن معظم المنخفضات الجوية تشهد بعض الانفراجات بين الحين والآخر، ولكن مع دخول العاصفة إلى ذروتها، سيلاحظ انحسارًا في تأثيرها مع انتهاء المدة المحددة لها. 
وتتمركز العاصفة حاليًا فوق منطقة تركيا والبحر الأسود، حيث يتوقع أن تنحرف بعض تأثيراتها نحو لبنان، سوريا، فلسطين، والأردن ضمن رياح شمالية باردة.

العاصفة "آدم" وأثرها على الحياة اليومية في لبنان

يترقب اللبنانيون تأثيرات العاصفة "آدم" على حياتهم اليومية، خصوصًا في ظل التوقعات بتساقط الثلوج على المرتفعات. 
من المتوقع أن يتأثر النقل البري والملاحة الجوية في بعض المناطق التي ستغطيها الثلوج، بينما ستزداد معاناة سكان المناطق الجبلية، الذين قد يواجهون صعوبة في التنقل نتيجة للثلوج الكثيفة. 
كما أن الطقس البارد قد يزيد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود في لبنان، التي تعاني أصلاً من تحديات اقتصادية كبيرة.
في النهاية، يبقى لبنان والمنطقة بشكل عام على موعد مع تحديات الطقس القاسي، ويجب أن تكون السلطات والمواطنون في حالة استعداد للتعامل مع هذا المنخفض الجوي وتأثيراته المحتملة.