نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدرداري يكشف لـ"اخبارنا" أبعاد المواجهة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر في الاتحاد الافريقي - عرب بريس, اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 12:19 صباحاً
في أديس أبابا، خلال اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، حيث اجتمع وزراء الخارجية لانتخاب قيادة رفيعة المستوى لمفوضية الاتحاد الأفريقي، اندلعت مواجهة دبلوماسية بين المغرب والجزائر، كان الفوز فيها من نصيب مرشحة الجزائر سلمى مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بعد حصولها في الجولة السابعة على أغلبية الثلثين المطلوبة للظفر بالمنصب، وذلك بغض النظر عن العوامل والوسائل التي أفضت لهذه النتيجة التي اعتبرها الكابرانات في الجزائر انتصارا كبيرا، ما يعكس صورة بدا فيها المغرب منهزما.
وفي حديث حول الموضوع لـ"أخبارنا"، قال الدكتور أحمد الدرداري، المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي، أنه في البداية يجب ان ننظر إلى مكاسب الدبلوماسية المغربية المهمة وتمييزها عن الحضيض الدبلوماسي الذي وصل اليه الخصوم، فالمغرب يحظى بثقة الدول والمنظمات الدولية أمميا وقاريا، لكونه يحمل رؤية و مشاريع ذات النفع المشترك، كما يتقاسم مع الدول الأفريقية نفس الهموم والتحديات. واليوم يجب على المغرب بقيادة جلالة الملك ان يراجع اوراقه بالتدقيق في المكتسبات وتغيير المقاربات ونقل الترافع من الدقة و المحدودية إلى الدقة مع اغراق الأسواق الدبلوماسية بالدبلوماسيين الشرفاء والوطنيين الشديدي الغيرة و اللين و الصمود امام الأزمات.
واعتبر المتحدث أن النتيجة التي ابانت عنها هذه الاستحقاقات والتي فضل تسميتها بـ "خسران معركة مع العدو"، يعود لعدم إدراتها بشكل مضبوط، حسب المتحدث. مسترسلا : اضافة إلى ان المحاربين غير كافيين في ظل وجود عمليات تواصل كثيرة، وان وسائل و منهجية ادارة المعارك الدبلوماسية غير كافية و لا تحتاج إلى تحقيق نتائج لها علاقة بالشخصنة، وإنما باسم نسق من الفاعلين الدبلوماسيين من مجالات مختلفة على امتداد شعاع الهدف. ومن جهة اخرى فان خسران معركة دبلوماسية مع العدو إفريقيا سببه تمويل العدو للمواقف وشراء الأصوات في الاتحاد الأفريقي الذي تختلف درجة و مستوى إيمان ممثلي الدول الاعضاء بمصالح دولهم من داخل الاتحاد، وايضاً وجود من يشتري الضعفاء وإدخالهم في عمليات دولية معقدة لا يعلمون لماذا هم فيها مقمحون.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية لـ"أخبارنا" أنه على مستوى الساحة الدولية لا مجال للمقارنة ولا مجال للنقاش بين بلدين متباعدين في نمط الحكم الاول تحكمه مشروعية تاريخية ونظرة الوضوح والطموح المشترك، والثاني مايزال في غيابات الجهل وعدوه هو التقدم، بل من الطبيعي ان تستمر معارك قليلة التي ستحكمها عوامل الغموض و التناقضات وتخضع للبيع والشراء بالمزاد السري بأموال تسرق من جيب الشعب لتصدير الأزمة بدلا من انهائها، لذا يبقى للفوز المؤقت مرتبط عمر انقضاء الثمن وسيأتي ما بعده من مشاق ومتاعب مستمرة قد لا تكون مستوعبة على مستوى الواقع، بحكم تداخل عوامل دولية وقارية تنظيميا وإجرائيا في عملية التنزيل.
وعن الحملات العدائية للكابرانات ضد المملكة، اعتبر "الدرداري" أن عويل نظام العسكر الجزائري دليل على انه غير مقتنع بالتفوق، بل انه متأثر بجراح الهزائم وشدة الخسارة ودرجة العزلة الدولية التي من ورائها عقلية المرضى الذين يخلقون الأزمات على كل الجبهات الداخلية والخارجية لإبعاد الشعب عن ادارة الرأس نحو شؤونه الداخلية والتساؤل عن سبب هدر التحويلات المالية الجزائرية ومحاسبة مفلسي الدولة والشعب لكونه لم يستفيد منها بأي شيء يذكر. فكثرة البلاغات والإعلانات المستفزة للمغرب وتوجيه تهم واهية للمغرب ومعه فرنسا… تثير انتباه العقلاء وتدفعهم إلى التأمل في السبب وما تخفيه الوضعية الحقيقية داخل بلد يتخبط منذ تأسيسه 1962 في غموض الرؤية المستقبلية للشعب الجزائري واستحواذ أوهام الاستعمار على عقلية الحكام.
وأكد ذات المصدر أن محدودية رؤية الخصوم تظهر، حسب قوله، في عملية تلفيق التهم وفتح جبهات التشويش والإساءة عبر دعم الانفصال والمشاركة في قتل الشعوب امر بسيط و يدل على محدودية رؤية نظام العسكر الجزائري وعدم دراية عواقب ذلك.
وفي محاولة لبسط ولفهم التمويه الذي يقوم به نظام الكابرانات، يرى المحلل السياسي والاستاذ الجامعي، أنه يجب إعادة صياغة هذه التلفيقات على شكل اسئلة وطرحها على عقلية العالم الآخر كما يلي:
1- هل مخابرات نظام المخزن المغربي وفرنسا كما جاء ذلك في وسائل الإعلام الجزائرية هم الذين امروا جنرالات نظام العسكر الجزائري بتحويل مداخيل الغاز نحو بناء فكرة الانفصال ضد المغرب ومختلف المناطق من العالم، واختزال سياسة الدولة الجزائرية في توهيم الشعب بوجود ازمة مع المغرب و صرف الملايير من الدولارات - الشعب الجزائري الشقيق أولى بها- لتبرير أسطوانة بوجود الأزمة وهمية وتحريف الاصلاح الحقيقي عن مساره وشراء مواقف باسم العداء للمغرب على حساب مالية الشعب الجزائري؟
2- هل مخابرات المخزن المغربي وفرنسا أعطوا الأوامر لجنرالات نظام العسكر الجزائري لقمع المواطنين الجزائريين وتجويعهم وتكميم افواههم وجعلهم يقفون في طوابير طويلة بحثا ابسط المواد؟
3- هل مخابرات المخزن المغربي وفرنسا أعطوا الاوامر لجنرالات نظام العسكر الجزائري ارسال جنود جزائريين ومرتزقة لقتل الشعب السوري ؟
4- هل مخابرات المخزن المغربي وفرنسا أعطوا الأوامر لجنرالات الجزائر تمويل الانفصال من مداخيل البترول؟
5- هل مخابرات المخزن المغربي وفرنسا أعطوا لجنرالات نظام العسكر الجزائري معلومات حول أماكن تواجد الغرف المظلمة لإضطهاد الشعب الجزائري؟
كل التهم و الخطاب العدائي هو دليل على الصدمة وبعيد عن سياقه ولا يمكن ان يمنع حدوث الازمة و لا يعرف لها من أين وكيف تعالج.
0 تعليق