نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اثار جدلا واسعا ..الإعلامي المصري توفيق عكاشة يتوقع عودة السودان ومصر كدولة واحدة - عرب بريس, اليوم الجمعة 24 يناير 2025 12:01 صباحاً
كشف الإعلامي المصري توفيق عكاشة، خلال استضافته في برنامج ديوان الملا، عن توقعاته المثيرة للجدل بشأن مستقبل العلاقات بين مصر والسودان، مشيرًا إلى إمكانية عودة الدولتين لتصبحا دولة واحدة بنظام جمهوري، وليس ملكياً. وأوضح عكاشة أن هذه التوقعات مجرد رؤى شخصية تستند إلى تحليل تاريخي وسياسي للوضع القائم.
وقال عكاشة: "أتوقع أن تعود السودان إلى مصر كدولة واحدة وليس كمملكة، وستكون بنظام جمهوري. هذه مجرد تنبؤات تعتمد على معطيات تاريخية وثقافية مشتركة بين البلدين."
السودان بين التشويه وعدم الاستقرار
وأشار الإعلامي المصري إلى التحديات التي واجهها السودان منذ استقلاله عام 1956، حيث أوضح أن البلاد لم تشهد نظام حكم مستقر منذ ذلك الحين. وأضاف: "لو ركزنا في السودان، رغم محاولات التشويه العلمي والثقافي التي تمت بهدف التفرقة بين الدولتين، سنجد أن هناك مشاكل مستمرة في الاستقرار السياسي والحكم."
التقسيم ومستقبل السودان
وتابع عكاشة حديثه بالإشارة إلى تقسيم السودان الذي حدث مع انفصال الجنوب في عام 2011، قائلاً: "قسمت السودان وخرج الجنوب، وهناك أطراف تسعى الآن لتقسيم الغرب أيضًا. هذا على الرغم من أن السودان في عهد الملكية المصرية كان بنفس مساحته الحالية، ولم تظهر تلك الرغبات في الانفصال."
تصريحات الإعلامي توفيق عكاشة بشأن احتمالية عودة السودان ومصر كدولة واحدة أثارت تساؤلات عن الأسس التاريخية التي قد تكون وراء هذا الطرح. للحديث عن هذا الأمر، لا بد من العودة إلى الجذور التاريخية التي جمعت مصر والسودان تحت كيان سياسي واحد في عدة فترات زمنية.
السودان جزء من الدولة المصرية في عهد محمد علي باشا
كانت السودان جزءًا من الدولة المصرية الحديثة التي أسسها محمد علي باشا في أوائل القرن التاسع عشر. في عام 1820، أرسل محمد علي جيشًا بقيادة ابنه إسماعيل باشا لضم السودان إلى حكمه بهدف توسيع دولته والسيطرة على الموارد الطبيعية، مثل الذهب والعبيد. منذ ذلك الوقت، أصبح السودان تحت الإدارة المصرية-العثمانية.
الحكم الثنائي المصري-البريطاني
مع نهاية القرن التاسع عشر، دخلت مصر تحت الحماية البريطانية، مما أدى إلى تشكيل نظام حكم مشترك بين مصر وبريطانيا لإدارة السودان، عُرف باسم الحكم الثنائي (1899-1956). خلال هذه الفترة، كان السودان يُعتبر رسميًا جزءًا من التاج المصري، وكان الملك فاروق يُلقب بـ"ملك مصر والسودان".
استقلال السودان عام 1956
بعد ثورة يوليو 1952 في مصر، بدأت علاقة مصر بالسودان تتغير. وفي عام 1956، أعلن السودان استقلاله عن الإدارة المصرية-البريطانية، ليصبح دولة ذات سيادة. جاء ذلك نتيجة لضغوط سياسية داخل السودان نفسها ومطالب شعبية بالاستقلال، بالإضافة إلى تغييرات في السياسات المصرية تجاه القضية السودانية.
التحديات السياسية في السودان بعد الاستقلال
منذ استقلال السودان، عانى من عدم استقرار سياسي متكرر، تمثل في سلسلة من الانقلابات العسكرية والنزاعات الداخلية. كما أدى التوتر العرقي والديني إلى تقسيم البلاد بانفصال جنوب السودان عام 2011، وهو ما أضعف السودان وجعله يواجه تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة.
العلاقة الثقافية والتاريخية بين مصر والسودان
على الرغم من الانفصال السياسي، حافظت مصر والسودان على روابط ثقافية وتاريخية قوية. الشعبان المصري والسوداني يتشاركان نهر النيل كعامل جغرافي حيوي، بالإضافة إلى تقارب ثقافي وديني كبير.
عودة الوحدة: حلم أم رؤية؟
تصريحات توفيق عكاشة تعيد إلى الأذهان النقاشات حول إمكانية إعادة الوحدة بين مصر والسودان. هذا الطرح، رغم أنه يبدو بعيد المنال في ظل الظروف السياسية الحالية، إلا أنه يستند إلى إرث تاريخي طويل من العلاقات المشتركة، ما يجعل الأمر محل اهتمام في الأوساط الفكرية والسياسية.
0 تعليق