في مطلع عام 2025، شهدت الصين انتشارًا لفايروس يُعرف بالفايروس الرئوي البشري (HMPV)، مما أثار مخاوف من تكرار سيناريو جائحة كوفيد-19. يُسبب هذا الفايروس أعراضًا مشابهة للإنفلونزا، مثل السعال، الحمى، واحتقان الأنف، وقد يتطور إلى التهابات أكثر خطورة كالتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خصوصا لدى الأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

تم اكتشاف «HMPV» لأول مرة في 2001، وهو فايروس تنفسي ينتقل عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة. تراوح فترة حضانته بين 3 إلى 6 أيام، ولا يوجد حتى الآن لقاح أو علاج محدد له؛ إذ يعتمد العلاج على تقديم الرعاية الطبية الداعمة لتخفيف الأعراض.

استجابةً لانتشار الفايروس، اتخذت السلطات الصينية تدابير وقائية، منها حث المواطنين على ارتداء الأقنعة وتجنب التجمعات الكبيرة. ومع ذلك، نفت الحكومة وجود تفشٍ خطير يستدعي القلق، مؤكدة أن هذه الزيادة في الإصابات تُعد نمطية خلال فصل الشتاء، وأن السفر إلى الصين آمن.

وعلى الرغم من هذه التطمينات، يشعر البعض بالقلق من احتمال تكرار أحداث الحجر الصحي والهلع التي شهدها العالم خلال جائحة كوفيد-19. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن «HMPV» ليس جديدًا، وأنه كان موجودًا منذ عقود، مع تسجيل حالات إصابة به في مختلف أنحاء العالم. وبالتالي، فإن احتمالية تحوله إلى جائحة عالمية مشابهة لكوفيد-19 تبدو منخفضة في الوقت الحالي.

مع ذلك، يُنصح باتباع إجراءات الوقاية العامة، مثل غسل اليدين بانتظام، ارتداء الأقنعة في الأماكن المزدحمة، وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين، للحفاظ على الصحة العامة والحد من انتشار أي فايروسات تنفسية.