نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رضا طاهر الفقي يكتب: وائل الإبراشي.. ثلاث سنوات علي رحيل محقق كبير - عرب بريس, اليوم الأربعاء 8 يناير 2025 11:56 مساءً
مررت ثلاث سنوت علي رحيل الإعلامى الكبير وائل الإبراشي، فقيدنا الغالي، وكأنه رحل بالأمس، وقد تذكرت تفاصيل وفاته، وكيف كنا نقف غير مصدقين أمام القبر الذي يضم جثمانه الطاهر.
تباطأت في ذلك اليوم -القريب البعيد- حركة الوقت، بعدما رحلت عن عالمنا.. كانت العيون تدمع والأرواح حزينة، فكيف لهذا الجثمان الذي دافع عن آمال وآلام الناس أن يرحل؟.. لكنها النهاية الحتمية بلا شك لكل حي فلم نملك ساعتها إلا الدعاء.
تحل اليوم الذكرى العطرة لرحيل وائل حسن الإبراشي، والذي لم تنته حياته برحيله المؤلم لكنها ستظل ممتدة بما تركه من ميراث ثقافي وأدبي وصحفي وإعلامي رائع لا ينقطع.
وائل الإبراشي من الشخصيات التي لا تنتهي حياتها بالرحيل، لأن ذكره امتداد لحياته كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: "دقّات قلب المَرء قائلةٌ له، إن الحياة دقائق وثواني، فارفَع لنفسك بعد موتك ذكرَها، فَالذكر للإنسان عُمر ثاني".
ترك "الإبراشي" بصمة في مجال خصب ومتنوع وهو مجال الإعلام والصحافة، فكان محققا صحفيا من الدرجة الأولى كما وصفه الكاتب الصحفي اللامع عادل حمودة عندما قال: "إن الإبراشي كان محققًا صحفيًا من الدرجة الأولى بحكم تركيبته وقدرته على الصمت والتحمل والإلحاح للحصول على المعلومات، كما إنه كان ينجح بدرجة كبيرة في الوصول إلى المصدر الذي لا يتحدث مع أحد سواه".
وقال الإعلامي سيد علي: إن الإبراشي كان مهنيا حتى النخاع ومحترما، ولم يكن متدنيا أو متلونا، كما كان مخلصا لأصدقائه وزملائه"، كما وصفه بأنه يأتي في الأول وكل الإعلاميين بعده بمرحلة متساوون.
كان المشاهد أمام إطلالة الإبراشي يجد نفسه بين الواقع المؤلم والخيال المريح، ففي إطلالته دراما الحياة.. الآلام وآمال وأحزان دائمة وأفراح زائره.. استهوته الصحافة المرئية والمكتوبة، فوهبها روحه وجهده وحياته، وأضاف إليها ابتكارا وتجديدا، وجلس علي منصة الأستاذية له مدرسته وتلاميذه ومريدوه.
كان الإبراشي يحب أن تكون الموضوعات حية نابضة حتى يجد فيه المتلقي روحا، وتمضي الأيام ويصبح الإبراشي فكره في ضمير الأيام، ولكنها فكرة تستمر طويلا.
خلال أسبوعه الأخير وقبل رحيله كانت الآلام تعتصره، ولكنه ظل يقاوم أملا في العودة لجماهيره التي كانت تتساءل عنه وعن صحته وكأنه ابنا وأبا وأخا، شأنه في ذلك شأن كبار رجال الفكر والصحافة والإعلام، فكان يريد العودة لكي يضيف جديدا إلى سجله الإعلامي والصحفي الحافل، فهو كان يؤمن - مثل سابقيه ممن أثروا المشهد الإعلامي والصحفي – بألا يسقط قلمه وميكروفونه حتى الموت.
لقد كان قلمه وميكرفونه المدفع والذخيرة التي لا تقتل ولكن تنير طريق الحيارى، كان يري في الحياة دائما جانبها المضيء حتى في أصعب الظروف.
فجأة صمت النبض وسكن القلب واستراح الجسد، وبقي قلمه وميكرفونه شامخا.
رحمة الله وائل الإبراشي ذلك الإنسان الذي ترك كرسيه شاغرا، ولن يستطيع أحد أن يملأ مكانه فالإبراشي تجربة فريدة، والناس – كما قال أحمد شوقي: "صنفان موتى في حياتهم.. وآخرون ببطن الأرض أحياء".
0 تعليق