أفادت مصادر محلية وطبية في محافظة إب، وسط اليمن، يوم الأحد 23 فبراير/شباط 2025، بتوقف العمل بشكل كامل في مركز الغسيل الكلوي التابع لهيئة مستشفى الثورة العام منذ منتصف الأسبوع الماضي.

هذا التوقف المفاجئ أدى إلى تفاقم معاناة مرضى الفشل الكلوي، الذين يعتمدون على جلسات الغسيل بشكل دوري للبقاء على قيد الحياة.

أسباب التوقف وأثره المباشر

كشفت المصادر أن سبب التوقف الكامل لجلسات الغسيل الكلوي يعود إلى تعطل المحطة المركزية التي تغذي الأجهزة بالطاقة والمياه اللازمة لتشغيلها.

وكانت هذه المحطة قد شهدت أعطالًا متكررة خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى تشغيلها بشكل متقطع وغير منتظم.

ومع ذلك، فإن العطل الأخير كان حاسمًا، حيث أوقف عمل الأجهزة تمامًا، وتركت المرضى دون أي خيارات علاجية داخل المستشفى.

وأشارت المصادر إلى أن المرضى اضطروا لمغادرة المركز بعد فصل الأجهزة عنهم، فيما لم تتخذ الجهات المسؤولة أي إجراءات عاجلة لإصلاح الخلل أو توفير بدائل مؤقتة.

هذا الإهمال أثار غضب الأهالي والمرضى، الذين أكدوا أن حياتهم أصبحت مهددة بسبب هذا التوقف.

وفيات وإصابات خطيرة

في تصريحات لأقارب بعض المرضى، تم الإفادة بوفاة عدد من المرضى نتيجة توقف جلسات الغسيل الكلوي، خاصة أولئك الذين يعانون من حالات متقدمة من الفشل الكلوي ويحتاجون إلى جلسات متكررة أسبوعيًا.

كما أشارت المصادر إلى أن العديد من الحالات الأخرى دخلت في مراحل حرجة بسبب عدم تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة، مما يزيد من احتمالية تسجيل وفيات جديدة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

دور المركز الحيوي

يعتبر مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة العام واحدًا من أهم المرافق الصحية في محافظة إب، حيث يستقبل مئات المرضى أسبوعيًا من مختلف مديريات المحافظة ومن محافظات مجاورة.

وتزايد الاعتماد على هذا المركز بشكل كبير في ظل انهيار النظام الصحي في البلاد نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعيشها اليمن منذ سنوات.

ويعد توقف المركز تهديدًا مباشرًا لحياة المئات من المرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر إلى مراكز أخرى بعيدة، خاصة في ظل الفقر المدقع الذي يعيشه معظم السكان.

كما أن الخيارات البديلة محدودة للغاية، حيث تعاني المستشفيات الأخرى في المنطقة من نقص في الموارد والإمكانات.

نداءات واستغاثات

أطلق الأهالي والمصابون نداءات استغاثة عاجلة إلى السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية والصحية، مطالبين بسرعة التدخل لإصلاح المحطة المركزية وضمان استمرار تقديم الخدمات الحيوية للمستشفى.

وأكدوا أن الوضع الحالي يتطلب تدخلاً عاجلاً لتجنب كارثة إنسانية قد تودي بحياة العشرات من المرضى.

وفي الوقت نفسه، طالبت منظمات حقوقية محلية بفتح تحقيق عاجل حول أسباب تعطل المحطة وعدم صيانتها بشكل دوري، مشددين على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الذي يعرض حياة المواطنين للخطر.

أزمة صحية مستمرة

يأتي هذا التطور في ظل أزمة صحية مستمرة تضرب اليمن، حيث تعاني العديد من المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الإمدادات الطبية والمعدات الأساسية.

وتفاقمت هذه الأزمة بسبب الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة التي أدت إلى انهيار البنية التحتية للقطاع الصحي في البلاد.

وتعد محافظة إب واحدة من أكثر المحافظات تضررًا من هذه الأزمات، حيث يواجه السكان صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا مثل مرضى الفشل الكلوي والأمراض المزمنة.

يتطلب الوضع في مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة العام تدخلاً سريعًا وفعّالًا من قبل الجهات المعنية لإنقاذ حياة المرضى وتجنب وقوع كارثة إنسانية.

كما يدعو هذا الحادث إلى إعادة النظر في السياسات الصحية المتبعة، وضرورة تحسين مستوى الخدمات الصحية في المناطق المتضررة لتخفيف معاناة السكان وضمان حقهم في الحياة والرعاية الصحية المناسبة.