في مفاجأة سياسية جديدة، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" عن مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب ، أن الخيار الأفضل لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والعالم بأسره هو "رحيله الفوري إلى فرنسا". 

وهذه التصريحات أظهرت مزيدًا من التوترات في العلاقات بين زيلينسكي والإدارة الأمريكية، في وقت يشهد فيه النزاع الأوكراني تصعيدًا مستمرًا.

تصعيد ترامب وزيلينسكي: تبادل اتهامات علني

الحديث عن رحيل زيلينسكي جاء في سياق التوترات المتزايدة بينه وبين ترامب، حيث تبادل الطرفان الاتهامات والهجمات في الآونة الأخيرة. 

ترامب، الذي يشكل قوة سياسية مؤثرة في الولايات المتحدة، صرح بأن زيلينسكي "لم يستفد من فرصة المفاوضات الأمريكية-الروسية" التي جرت في السعودية، والتي كانت تأمل الأطراف الدولية أن تفضي إلى اتفاقيات مهمة. 

كما اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بتعطيل صفقة كان من المتوقع أن تحقق مكاسب كبيرة لأوكرانيا، والتي كانت تشمل الحصول على مساعدات أمريكية مقابل استغلال الثروات المعدنية في أوكرانيا. 

تصريحات ترامب هذه تأتي في وقت حساس بالنسبة للولايات المتحدة، التي كانت تأمل أن تساهم هذه المفاوضات في تقليص حدة النزاع في أوكرانيا.

استياء أمريكي: "إهانة غير مقبولة" لترامب

وفي تطور آخر، وجه مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز انتقادات لاذعة لخطابات بعض المسؤولين الأوكرانيين، التي وصفها بأنها "إهانة غير مقبولة" للرئيس ترامب.

والتز، في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، أكد أن ترامب يشعر بإحباط شديد بسبب رفض زيلينسكي للمشاركة بفاعلية في المفاوضات، في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى حل دائم للأزمة.

وأضاف والتز أنه لا يتوقع أن يظل زيلينسكي بعيدًا عن طاولة المفاوضات في النهاية، وهو ما يشير إلى توجه الإدارة الأمريكية نحو ضغط أكبر على أوكرانيا في المستقبل. 

وعندما تحدث عن مستقبل النزاع الأوكراني، شدد والتز على أن "فكرة الحرب المفتوحة في أوكرانيا قد انتهت"، في إشارة إلى ضرورة البحث عن حل سياسي دائم بدلًا من الاستمرار في الصراع العسكري.

مستقبل العلاقات الأمريكية-الأوكرانية: بين الضغوط والمفاوضات

يبدو أن العلاقات الأمريكية-الأوكرانية دخلت مرحلة من الجمود، خاصة مع تزايد الانتقادات الموجهة إلى طريقة إدارة زيلينسكي للأزمة. 

مع تصاعد الضغوط من الولايات المتحدة، من المتوقع أن يكون على الرئيس الأوكراني اتخاذ قرارات حاسمة بشأن استراتيجيته السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة.

من جهتها، تُظهر تصريحات ترامب ومستشاريه أن الإدارة الأمريكية ليست مستعدة للاستمرار في دعم أوكرانيا دون أن يكون هناك تقدم حقيقي في المفاوضات، وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة عديدة حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا وكيفية التعامل مع الوضع الميداني المتدهور.

هل فعلاً حان الوقت لأن يرحل زيلينسكي إلى فرنسا كما تطالب بعض الأصوات الأمريكية؟ وهل ستتمكن أوكرانيا من إيجاد توازن بين المفاوضات والمساعدات العسكرية في ظل هذه الضغوط؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستظل محط اهتمام كبير في الأسابيع المقبلة.