المسلّم: طبع أصيل يعكس محبة المدينة للتراث
بحضور الشيخ أحمد بن عبدالله بن سالم القاسمي، ود. عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ود. محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد، وحمد راشد الطنيجي مدير بلدية مدينة الذيد، افتتح معهد الشارقة للتراث فعاليات الدورة 22 من أيام الشارقة التراثية في مدينة الذيد التي تمثل المحطة الخامسة للمهرجان في الشارقة بعد مدن الشارقة وكلباء، ومليحة، والحمرية.
وصدحت الحناجر وإيقاعات الطبول بفرح في أرجاء ساحة حصن الذيد- أحد أبرز المعالم التراثية في الشارقة- وهي تؤدي رقصات العازي والرزفة وسط حضور حكومي ومحلي متميز، واستهلت الفعاليات التي أثرتها مشاركات حكومية ومجتمعية واسعة بمجموعة من الكلمات والأشعار والقصائد التي تغنت بالوطن وقادته وأبنائه وحاضره وتراثه.
وقال المسلم: «للذيد مكانة خاصة في التراث المحلي لا تزال ماثلة إلى اليوم بين أبنائها المتمسكين بجذورهم، والحريصين على نقله بين الأجيال، وهذا بلا شك طبع أصيل يعكس محبة المدينة للتراث، وتمسكها بالهوية، وقدرتها على الإبهار، ناهيك عن كرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال».
وتضمنت الفعاليات إقامة سوق الحرف الشعبية العريقة بمشاركة مجموعة من الحرفيين، ومتحف للأسلحة القديمة، وآخر يستعرض الحياة البدوية وبعض صورها، كما أقيم جدار للحكم التراثية والأمثال الشعبية، وركن للحياة البحرية، وقد عكست المعروضات ما سجلته ذاكرة الناس عن (السنع) من العادات والتقاليد التي زادها تنوع الأزياء الشعبية بهجة ورونقاً لافتين.
كما ازدانت ساحة الحصن في الذيد بمجموعة من الفقرات التراثية الأخرى التي راوحت بين الفنون الشعبية، والصور التراثية المتعددة عن بيئات المدينة، كما كان للورش الترفيهية دور مهم في تعميق حضور التراث في نفوس الأطفال واليافعين، وثناء الحاضرين من زائرين وضيوف.
مجسمات سفن بحرية قديمة
في واجهة البيئة البحرية الإماراتية المقامة ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية تستقبلك مجسمات سفن بحرية قديمة، عاشت مع الإماراتيين قديماً لتروي حكايات الصيادين، وتصف أشواق الأهل بانتظار عودتهم سالمين، تراثاً كبيراً من القصص، والذكريات، والأناشيد، والأمثال، والمواقف، والأحوال.
بهذه الكلمات يبدأ ناصر حسن الكاس آل علي رئيس جمعية بن ماجد للفنون الشعبية والتجديف في رأس الخيمة الذي قضى من عمره المديد عقوداً من الزمن في البيئة البحرية مسافراً وغواصاً وصياداً وأخيراً باحثاً تراثياً مرموقاً يعرف كل صغيرة وكبيرة عن تراث الإمارات، ويسمي لك أنواع السفن: عويسي، صمعاء، جالبوت، سمبوك، تبيل، شاحوف، كوتية، بوم، بغلة، عملت في الصيد والنقل والتجارة والحروب.
ولتوفير موسوعة بحرية تراثية حية، يتعرف الزائرون الى أدوات الغوص والصيد للبحار الإماراتي كالكربة، وهي القطعة التي تطفو على سطح الماء لتجعل (الليخ) وهو من أدوات صيد الأسماك معلقاً إلى الأعلى، و(المسو) وهي عبارة عن ثقل يوضع في أسفل الليخ ليبقي ثابتاً في قاع البحر، وهناك أدوات فلق المحار لاستخراج اللؤلؤ كالمفلقة، وهي سكينة معوجة الرأس ملتصقة بقطعة خشبية، و(الديين)، وهو كيس أو سلة مشبكة مصنوعة من الحبال أو الخيوط لجمع المحار من قاع البحر، وأسماء كثيرة أخرى مثل: الفطام، والخبط، والبلد (المثقل)، واليدا، والزبيل، والشمشول وهو الرداء الذي يلبسه الغواص أثناء قيامه بعملية الغوص وعادة يكون من القماش السميك وذا لون أسود.
لوحات من أصداف البحر بتشكيلات منوعة، وعرض لأدوات نجارة السفن، وعرض آخر لأدوات صيد الأسماك، وثالث لاستعراض أدوات الغوص، وغيره لاستعراض مجموعة من القواقع البحرية (برقام)، وهناك أيضاً مجموعة لأصداف بحرية تسمى البعو.
التراث العربي في المدونات
أيام الشارقة التراثية تناقش حضور التراث العربي في المدونات المعاصرة هل سيواصل الأدب الشبابي المعاصر استلهام التراث في أعماله الشعرية والروائية؟ سؤال من أسئلة عدة، تصدر الندوة النقاشية التي أقيمت ضمن فعاليات المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية بعنوان (التراث العربي في المدونات المعاصرة) شارك فيها كل من الأكاديميات والروائيات: د. أماني الزعبي، ود. العالية ماء العينين، ود. فاطمة المعمري، ولولوة المنصوري، وأدارها د. صالح هويدي.
وبينت لولة المنصوري «إن الإنسان يتشكل من التراث ويستلهم منه، لغة، بل وينطلق منه إلى كتابات الخيال العلمي، ويعلل هذا التمسك عدم وجود مستقبل دون قراءة الماضي في الحاضر، ولا يستطيع أحد التنصل على التراث لأنه مرتبط به (جينياً)، لذلك نمضي في حياتنا نحو التراث، فيظهر في النص بكل مكوناته شاء الأديب أم أبى».
وحددت د. فاطمة معمري في ورقتها (التراث الإماراتي في الرواية الإماراتية) مسارات عدة لتناول التراث في الرواية بينها: تصوير الحياة اليومية، واستلهام الحكايات والأساطير الشعبية، وتضمين الحرف والمهن التقليدية، وتوظيف اللهجة المحلية، وتصوير الصراع بين الحداثة والتقاليد، وإظهار دور المرأة وتأثيرها في الحياة، مؤكدة في نهاية حديثها أهمية ذكر المعلومة التراثية الصحيحة من مصادرها، وتقديمها بصورة حديثة غير نمطية، والانتقال بها نحو الوسائل المرئية.
وذكرت د. عالية ماء العينين أنه «نقتصر في دراستنا للتراث على الثقافة الشعبية في حين أنه يضم تاريخاً طويلاً من المدونات الفكرية والتاريخية والفلسفية وغيرها، ومع أن تصاعد الاهتمام بالتراث قد انتقل لنا بعد اهتمام الغرب بنقله في مدونات الرحالة والباحثين، إلا أنه وجد طريقه وتطور بدخوله ميدان البحث العلمي الجامعي»، وضربت لذلك عدداً من الأمثلة.
وناقشت د. أماني الزعبي (خصوصية التراث في مدونات الشعر التونسي) من خلال ديوان (نافخ الزجاج الأعمى) للشاعر آدم فتحي، ضمن محوري التراث الفني والشعبي، وتتبع التراث التاريخي والتخيلي والروحي للشاعر، وتوصلت إلى أن تضمين التراث في الأدب وسيلة لتعبير الشاعر عن حضوره الخارجي، ودافعاً لمنع التراث من الانقراض.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق