نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نزع سلاح حماس.. سبيل إلى السلام أم فتيل لصراع جديد؟ - عرب بريس, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 07:44 صباحاً
تتزايد الأحاديث حول مستقبل قطاع غزة مع تصاعد المفاوضات بين الأطراف المعنية، حيث تظل قضية نزع سلاح حركة حماس واحدة من أبرز النقاط الساخنة التي قد تحدد مصير تلك المفاوضات. تتوالى التصريحات، وتتشابك المواقف، لتشكل لوحة معقدة من الصراع والمساومات.
نزع السلاح.. هل هو شرطٌ أساسي للمفاوضات؟
في صلب هذه القضية، تبرز تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يرفع سقف التهديدات بالقول إن "إسرائيل لن تتنازل عن شروطها الأمنية".
ويشدد نتنياهو على ضرورة تفكيك البنية العسكرية لحماس كشرط للانتقال إلى أي مرحلة جديدة من المفاوضات. وفي ظل هذا الضغط، تظل حركة حماس، متمسكة بموقفها الرافض لتسليم سلاحها، معتبرةً أن "السلاح ليس محل تفاوض".
هذه التصريحات التي جاءت على لسان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، تعكس صراعًا أعمق من مجرد شروط، بل تتعلق بمسألة الهوية والمقاومة التي تسعى حماس للاحتفاظ بها في مواجهة الاحتلال.
بين المقاومة والجدوى
في هذا السياق، يُعبر رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، سمير غطاس، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، عن رأي قد يبدو مخالفًا لبعض الآراء السائدة. حيث أكد أن "المقاومة مشروعة لكل شعوب العالم"، ولكنه أشار إلى أن استخدام السلاح يجب أن يكون مدروسًا، محذرًا من أن التحول إلى العنف دون تخطيط يمكن أن يُشكل خطرًا.
يستند غطاس إلى تجارب سابقة ليؤكد أن حماس لم تستخدم سلاحها في مقاومة الاحتلال منذ عام 2007، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الاستراتيجية.
ويشدد غطاس في حديثه على أن "السلاح يجب أن يكون في خدمة الشعب الفلسطيني"، وليس وسيلة للقمع أو الهيمنة، وهو ما يُظهر تحولًا في التفكير الاستراتيجي حيال الصراع.
موقف حماس.. مقاومة أم قمع؟
من جانبها، ترفض حماس الاتهامات بالتوجه نحو القمع. حيث تدافع عن موقفها بالقول إن إدارة قطاع غزة هي "شأن فلسطيني خالص"، وتؤكد على استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية وفق تفاهمات مسبقة. ومع ذلك، تواجه الحركة تحديات كبيرة في قبول فكرة نزع السلاح، حيث يعتبر هذا الأمر خطًا أحمر بالنسبة لها.
سيناريوهات المفاوضات بين التعاون والتوتر
مع اقتراب موعد المفاوضات، تبرز تساؤلات حول كيفية إدارة الوسطاء لهذا الوضع المتأزم. كيف سيتمكن الوسطاء من دفع الأطراف نحو توافق في ظل مواقف متباينة؟ وهل ستتمكن حماس من التكيف مع الضغوط الإسرائيلية؟.
تشير التحليلات إلى أن المفاوضات المقبلة تتطلب مزيدًا من المرونة والتفاهم. ويحذر غطاس من أن "استمرار حماس في التمسك بالسلاح قد يكون ذريعة إضافية لإسرائيل لتبرير أفعالها".
في حين يُعتبر نزع السلاح شرطًا غير قابل للتفاوض في نظر الإسرائيليين، مما يضع حماس في موقف حرج.
هل يمكن تحقيق السلام؟
تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه هذه المفاوضات وما إذا كانت ستنجح في إيجاد حلول واقعية ومقبولة لجميع الأطراف. من الواضح أن عملية السلام تحتاج إلى استراتيجيات جديدة ورؤى تتجاوز الأساليب التقليدية، وتتعامل مع المتغيرات السياسية والاجتماعية.
تبقى قضية نزع سلاح حماس محورية في تحديد مستقبل غزة. تحتاج الأطراف إلى إعادة تقييم مواقفها وتصوراتها، بحيث تُحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني وتضع حدًا لمعاناته المستمرة. إن الوقت قد حان للنظر في الحلول السلمية كبديل أكثر فاعلية لتحقيق الأهداف الوطنية، وتجنب أي خطوات قد تزيد من حدة الصراع.
0 تعليق