أعلن الجيش السوداني، اليوم الإثنين، عن إسقاط طائرتين مسيرتين وتدمير قوة متحركة تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور. كما أكد الجيش أن غارة جوية استهدفت مواقع تابعة للمليشيا المسلحة أسفرت عن مقتل 9 من عناصر الدعم السريع، مما يشير إلى استمرار المعارك العنيفة بين الطرفين في الإقليم المضطرب.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني إن العمليات العسكرية الأخيرة تأتي ضمن جهود القوات المسلحة لاستعادة السيطرة على شمال دارفور، ومنع تمدد قوات الدعم السريع، متهمًا الأخيرة باستخدام طائرات مسيرة انتحارية ومدفعية بعيدة المدى لاستهداف الأحياء السكنية.

القصف العشوائي يقتل المدنيين.. 10 ضحايا بينهم 6 أطفال

وسط استمرار المواجهات، دفع المدنيون مجددًا الثمن الأكبر، حيث أعلن الجيش السوداني عن مقتل 10 أشخاص، بينهم 6 أطفال، وإصابة 4 آخرين جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مناطق مأهولة بالسكان في شمال دارفور.

ووفقًا للبيان العسكري، فإن الدعم السريع يستهدف المدنيين عمدًا في محاولة لإثارة الفوضى وبث الرعب في صفوف السكان. ومع ذلك، لم يصدر تعليق فوري من قيادة الدعم السريع بشأن هذه الاتهامات، بينما تتهم المليشيا الحكومة باستخدام القوة الجوية ضد الأحياء المدنية.
 

حرب السيطرة على دارفور.. من يملك زمام الأمور؟

رغم اشتداد القتال في مختلف مناطق السودان، تظل دارفور إحدى الجبهات الأكثر اشتعالًا، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى ترسيخ وجودها في الإقليم، بينما يعمل الجيش على استعادة السيطرة على المدن الاستراتيجية ومنع نفوذ المليشيات المسلحة.

وأكد الجيش السوداني في بيانه أن قوات الدعم السريع لا تسيطر فعليًا على أي مواقع حيوية في شمال دارفور، مضيفًا أن ما تروج له المليشيا "مجرد دعاية زائفة" تهدف إلى التأثير على معنويات القوات الحكومية.

في المقابل، تروج قوات الدعم السريع لمزاعم تحقيقها مكاسب عسكرية كبيرة في دارفور، وهو ما يصعب التحقق منه في ظل تعتيم إعلامي واسع وانقطاع الاتصالات في بعض المناطق.

دارفور.. أزمة إنسانية تتفاقم وسط غياب الحلول الدولية

مع استمرار القصف والمعارك اليومية، تحذر المنظمات الدولية من أن الوضع الإنساني في دارفور يزداد سوءًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والمساعدات الطبية.

ويقول محللون إن الصراع في دارفور لم يعد مجرد نزاع عسكري بين طرفين، بل تحول إلى أزمة إنسانية ضخمة تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا.

ورغم جهود الوساطة الإقليمية والدولية، إلا أن كل محاولات وقف إطلاق النار باءت بالفشل حتى الآن، ما يثير التساؤلات حول مدى قدرة المجتمع الدولي على فرض حل دبلوماسي للأزمة.