نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل.. الفكر الاستعماري من التهجير إلى محاولات تصفية القضية - عرب بريس, اليوم السبت 15 فبراير 2025 11:07 مساءً
ليست إسرائيل مجرد دولة احتلال، بل هي آخر تجلٍّ للفكر الاستعماري العنصري الذي يُعامِل الشعوبَ كـ«قطعانٍ» تُنقل وفق حسابات ديموغرافية.
فمشاريع مثل «تبادل السكان» التي يروج لها نيتنياهو واليمين الإسرائيلي ليست جديدة؛ بل هي استمرارٌ لسياسةٍ تاريخية تعتمد على (محو الهوية الفلسطينية) وتحويل شعبٍ بأكمله إلى مجرد أرقامٍ في جداول التهجير.
هذا النهج لا يختلف عن ممارسات القرن التاسع عشر، حين كانت القوى الاستعمارية تُهجّر الأفارقة والسكان الأصليين لتحقيق «توازنات عرقية».
اليوم، تُعيد إسرائيل إنتاج هذه الجريمة تحت شعارات أمنية زائفة، وكأن الفلسطيني ليس إنساناً له تاريخٌ وحقوق، بل عقبةٌ ديموغرافية يجب إزالتها!
التهجير المقترح وحلقة جديدة من مسلسل التطهير العرقي:
من (النكبة 1948) إلى مخططات التهجير الحالية، تُكرّر إسرائيل نفس السيناريو:
- عام 1948: طردت العصابات الصهيونية 750 ألف فلسطيني من ديارهم، ودمرت 530 قرية.
- اليوم: تَستغل حرب غزة لترويج فكرة «ترحيل الفلسطينيين» إلى دول الجوار، كحلٍّ دائمٍ بدل إعادتهم إلى أراضيهم.
الاقتراح الإسرائيلي بتهجير غزّة إلى دول عربية ليس إلا محاولةً لتصفية القضية الفلسطينية، تماماً كما فعلت مع ملايين اللاجئين الذين يحملون مفاتيح منازلهم منذ 75 عاماً.
إنه التطهير العرقي بثوبٍ جديد يُبرره الاحتلال بحجة «الأمن» بينما الهدف الحقيقي هو تهويد فلسطين بالكامل.
استغلال الدِّين والعروبة كأداة لتبرير الفشل السياسي:
تُحاول إسرائيل وحلفاؤها تسويق فكرة أن الدول العربية «المسلمة» يجب أن تستوعب الفلسطينيين بدعوى «التضامن الإسلامي»، لكن هذه الحجة تُخفي أمرين:
- الوجه القبيح للصفقات السياسية: فتحالف بعض الأنظمة مع إسرائيل دفعها لتقديم التنازلات تحت مسمى «التطبيع»، حتى لو كان الثمن هو التنكر لحقوق الفلسطينيين.
- الازدواجية الغربية: الدول الاستعمارية التي تدّعي «حماية حقوق الإنسان» هي نفسها من موّلت المشروع الصهيوني منذ وعد بلفور 1917، واستخدمت الدِّين اليهودي كذريعة لإنشاء دولة عنصرية.
أما استغلال «العروبة» من قبل البعض لتبرير التخلي عن فلسطين، فهو انتحارٌ لهوية الأمة.
فالعروبة الحقيقية ليست شعاراتٍ فارغة، بل هي الدفاع عن الأرض والإنسان ضد مشاريع التفتيت.
حق العودة خطٌ أحمر لا يُمس:
أي «حلّ» سياسي يتجاهل (حق العودة) للاجئين الفلسطينيين -المعترف به دولياً بموجب القرار 194- هو حلٌّ فاشلٌ من أساسه. إسرائيل تدرك ذلك، ولذلك تُسرع لخلق واقعٍ جديدٍ في غزة والضفة عبر الاستيطان والتهجير، لكن التاريخ يُثبت أن الشعوب التي تمسكت بحقوقها -كاليهود أنفسهم بعد الهولوكوست- انتصرت في النهاية.
الفلسطينيون ليسوا لاجئين لأنهم «اختاروا» الهجرة، بل لأن الاحتلال أجبرهم على ذلك تحت وطأة القتل.
ولن تكون غزة أو أي بقعةٍ أخرى «فلسطين الجديدة»، لأن فلسطين الحقيقية هي التي ستُولد من رحم مقاومة شعبها، لا من مخططات المحتل.
إسرائيل، ككيانٍ نبت على الدماء، تُحاول تحويل الفلسطينيين إلى «مشكلة ديموغرافية» يجب التخلص منها، لكن الأرض تُخلقُ من ذاكرة أهلها.
قد تؤخر القذائفُ عودةَ اللاجئين، لكنها لن تمنعها، فالشعب الذي حفر اسمه على جدار التاريخ بـ(انتفاضات الدم) قادرٌ على أن يُعيد كتابة الجغرافيا أيضاً.
* الاحتلال لا يموت إلا إذا شُيِّعَ بجنازةٍ من إرادة الشعوب، وفلسطين لن تُولد إلا إذا انتهت إسرائيل كفكرةٍ استعمارية.
0 تعليق