نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«DeepSeek» الصينية تهز عرش «وادي السيليكون» وتضرب عملاقة التكنولوجيا بخسائر تريليونية - عرب بريس, اليوم الاثنين 27 يناير 2025 04:52 مساءً
هزت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" (DeepSeek) أسواق التكنولوجيا العالمية يوم الإثنين، مما أثار شكوكاً حول هيمنة الولايات المتحدة التكنولوجية.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، تصاعدت الضجة المثارة حول "ديب سيك" خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي طورته الشركة، والذي يتميز بفعالية التكلفة وإمكانية تشغيله باستخدام رقائق أقل تقدماً، مما أثار شكوكاً حول التقييمات العالية للشركات مثل "إنفيديا"، التي قادت طفرة أسهم الذكاء الاصطناعي العالمية بفضل رقائقها التي تُعتبر أساسية لهذه التكنولوجيا. وتراجعت أسهم "إنفيديا"، التي تتخذ من سانتا كلارا في كاليفورنيا مقراً لها، بما يزيد عن 10% في تداولات ما قبل افتتاح السوق يوم الإثنين، مما قد يصبح أكبر محو للقيمة السوقية لشركة منفردة في التاريخ إذا أنهت الجلسة عند تلك المستويات.
انخفضت العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك 100" بنسبة 5.2% صباح الإثنين بتوقيت الولايات المتحدة، في أكبر انخفاض خلال الجلسة لتلك العقود منذ أغسطس. بينما تراجعت العقود المستقبلية لمؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 2.4% في الساعة 06:15 صباحاً بتوقيت نيويورك.
وفي أوروبا، قادت أسهم التكنولوجيا الخسائر في السوق، حيث تراجعت أسهم شركة "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding) المصنعة لمعدات أشباه الموصلات بما يصل إلى 12%. كما ارتفع مؤشر "Cboe" الذي يقيس تقلبات الأسهم.
خسائر تريليونية في أسهم التكنولوجيا
وإذا استمرت هذه الخسائر، فإن مؤشري "ناسداك 100" و"ستوكس 600" (Stoxx 600) الأوروبي الفرعي لقطاع التكنولوجيا قد يشهدان انخفاضاً في القيمة السوقية بنحو 1.2 تريليون دولار.
قال في سيرن لينغ، المدير الإداري في "يونيون بانكير بريفية" (Union Bancaire Privée): "تظهر (ديب سيك) أنه من الممكن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية بتكاليف أقل. وهذا قد يؤدي إلى تقويض جدوى الاستثمار في سلسلة التوريد الكاملة للذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على الإنفاق المرتفع من قبل حفنة من الشركات العملاقة".
جرى تداول نحو 278 ألف عقد مستقبلي لمؤشر "ناسداك 100" عند الساعة 06:18 صباحاً بتوقيت نيويورك، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف متوسط التداول خلال 30 يوماً لهذا الوقت من اليوم، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
ويُعتبر نموذج الذكاء الاصطناعي من شركة "ديب سيك"، التي أسسها رئيس صندوق التحوط الكمي ليانغ وينفينغ، منافساً قوياً لآخر إصدارات شركتي "أوبن إيه آي" و"ميتا بلاتفورمز". ووصف المستثمر مارك أندريسن النموذج بأنه "واحد من أكثر الإنجازات الرائعة والمذهلة".
يتميز تطبيق بعرضه لطريقة عمله والمنطق الذي يتبعه أثناء معالجة استفسارات أو طلبات المستخدمين المكتوبة. وأُطلق النموذج خلال الأسبوع الماضي، وتصدر تصنيفات متجر التطبيقات الخاص بشركة "أبل"، حيث أشاد المستخدمون بشفافيته.
شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تنتعش
كما صبّ ذلك في صالح أسهم الشركات الصينية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث قفزت أسهم شركة "ميريت إنترأكتف" (Merit Interactive) المدرجة في البر الرئيسي بالحد الأقصى اليومي. وتُعد الشركة من أبرز المرتبطين بـ"ديب سيك" بعدما ذكرت في وثائق سابقة أنها دمجت نموذج الشركة المحلية للذكاء الاصطناعي في أنشطة التسويق الخاصة بها. وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر "هانغ سينغ" لأسهم التكنولوجيا بنحو 2% قبل عطلة رأس السنة القمرية هذا الأسبوع.
على النقيض من ذلك، تراجعت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في أماكن أخرى من العالم مع إعادة المستثمرين تقييمهم لافتراضات حول قدرات الحوسبة والطاقة. وانخفض سهم شركة "سيمنز إنرجي" (Siemens Energy)، إحدى الشركات القليلة المستفيدة من الذكاء الاصطناعي في أوروبا، بنسبة 22%.
من جانبه، صرح نيرغونان تيروتشلفام، رئيس قسم المستهلكين والإنترنت في شركة "أليثيا كابيتال" (Aletheia Capital) بسنغافورة، قائلاً: "نموذج (ديب سيك) يشكل تحدياً كبيراً للنظرية القائلة بأن النفقات الرأسمالية والتشغيلية الضخمة التي تكبدها وادي السيليكون هي الطريقة الأكثر ملاءمة لمواكبة الاتجاه في الذكاء الاصطناعي. إنه يثير تساؤلات حول الموارد الضخمة التي جرى تخصيصها لهذا القطاع".
ترقب أرباح شركات التكنولوجيا
يتزامن تراجع العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك" مع بداية أسبوع حافل بنتائج الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك "آبل" و"مايكروسوفت". ومن المتوقع أن تباطؤ وتيرة نمو الأرباح، في حين أن التقييمات لا تزال مرتفعة، مما يثير القلق مجدداً حول الارتفاع الكبير الذي شهده القطاع بسبب الذكاء الاصطناعي.
ويتداول مؤشر ناسداك 100 عند مكرر ربحية يبلغ 27 ضعفاً، مقارنة بمتوسطه على مدار ثلاث سنوات البالغ 24 ضعفاً. أما شركة "إنفيديا" فتُتداول عند 33 ضعفاً، وهو ما يقل بشكل طفيف عن متوسطها على مدى ثلاث سنوات.
يلقي إطلاق نموذج "ديب سيك" بظلال جديدة من الشك، ويتحدى الفكرة السائدة بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين متأخرة بسنوات عن نظيراتها الأميركية. كما أن القيود التجارية التي فرضتها واشنطن حالت دون حصول الصين على الرقائق الأكثر تقدماً، لكن نموذج "ديب سيك" تم بناؤه باستخدام تقنية مفتوحة المصدر يسهل الوصول إليها.
قالت شارور تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس" (Saxo Markets): "بينما تتمتع الشركات الرائدة حالياً مثل (إنفيديا) بموطئ قدم قوي، فإن ذلك يذكرنا بأن الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي ليست أمراً مضموناً. فظهور نموذج (ديب سيك) الصيني يشير إلى أن المنافسة تزداد حدة، وعلى الرغم من أنه قد لا يشكل تهديداً كبيراً الآن، إلا أن المنافسين المستقبليين سيتطورون ويتحدون الشركات الكبرى بشكل أسرع. وإعلان نتائج أرباح شركات التكنولوجيا هذا الأسبوع سيشكل اختباراً حاسماً".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق