في خطوة جديدة تُلقي بظلالها على التصعيد في المنطقة، أعلن مركز تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن عن أن جماعة الحوثي ستستهدف السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل حصريًا، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة حيز التنفيذ.

وجاء الإعلان عبر رسالة بالبريد الإلكتروني صادرة عن المركز بتاريخ 19 يناير الجاري، حيث أوضحت الرسالة أن "الإجراءات العقابية" ضد السفن التابعة لأفراد أو جهات من الولايات المتحدة وبريطانيا، أو تلك التي ترفع أعلامهما، قد تم تعليقها مؤقتًا، ويأتي هذا التعليق كجزء من تطورات ترتبط بالتفاهمات الدولية والإقليمية الجارية في المنطقة.

وأكد المركز، أن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل سيظل قائمًا حتى يتم تنفيذ كافة مراحل الاتفاق بين إسرائيل وحماس بشكل كامل، الرسالة أضافت أيضًا أن أي عدوان من الولايات المتحدة أو بريطانيا سيقابل بإعادة فرض العقوبات فورًا، مع إشعار الأطراف المعنية بهذه الإجراءات.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين أطراف النزاع، حيث تسعى جماعة الحوثي لتوجيه رسائل سياسية وعسكرية عبر استراتيجيات استهداف محددة، وتعكس هذه التصريحات موقف الجماعة في سياق النزاع الأوسع في المنطقة، والذي يمتد تأثيره إلى ساحات متعددة، بما في ذلك الملاحة البحرية الدولية.

ومن جهتها، لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الأمريكي أو البريطاني حول هذا الإعلان، لكن التطور يعكس ديناميكيات جديدة قد تُلقي بظلالها على أمن الملاحة البحرية في المنطقة، مما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد جديدة أو تفاهمات إضافية في الفترة المقبلة.

رد ترامب على الحوثي

ومن المتوقع أن يثير إعلان الحوثيين عن استمرار استهداف السفن التجارية الإسرائيلية ردود فعل حادة من مختلف القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ومع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه مرة أخرى فإنه سيواصل التأثير على السياسة الأمريكية، وموقفه سيكون على الأرجح شديد الانتقاد تجاه الحوثيين واحتجاجاته ضد أي تهديد لأمن السفن التجارية أو الحريات الملاحية في البحر الأحمر والخليج العربي.

ويتبنى ترامب دائمًا سياسة أكثر عدوانية تجاه إيران وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيين، وقد أشار في فترات سابقة إلى دعم إيران للحوثيين، واعتبرهم جزءًا من المخطط الإيراني لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ومن المتوقع أن يتبع ترامب نفس النهج في هذا الموقف، مطالبًا برد عسكري، أو فرض عقوبات إضافية ضد الحوثيين ومواليهم، بما في ذلك أي دولة أو جماعة تسهم في تهديد الملاحة البحرية، أو المصالح الغربية.

ولعل أي تصعيد في هذا الاتجاه سيكون مرتبطًا بموقف الولايات المتحدة من إيران، حيث أن الحوثيين يُعتبرون جزءًا من المشروع الإيراني في المنطقة، وبالتالي فإن ترامب قد يراه فرصة لتعزيز الضغط على طهران عبر تعزيز التعاون مع حلفاء مثل إسرائيل والسعودية.

وفي المجمل، من المحتمل أن يكون رد ترامب مبنيًا على تحالفاته الاستراتيجية في الشرق الأوسط، مع التركيز على حماية الأمن البحري واستمرار الضغط على إيران وحلفائها.