جماعة الإخوان، التي ارتبط تاريخها بالإرهاب والممارسات الهدامة، كانت دائمًا أداة لتفكيك الصف العربي وزعزعة استقراره. وفقًا للعديد من الباحثين والخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة، لعبت الجماعة دورًا محوريًا في نشر الفوضى وإضعاف الدول لتحقيق مصالحها الخاصة.

يشير الدكتور هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون التطرف، إلى أن جماعة الإخوان وُجدت لتفكيك الحالة العربية عبر خلق تناقضات أيديولوجية وطائفية تُضعف الدول العربية، مما يمكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها التوسعية في منطقة متصدعة. وبدلاً من الدفاع عن القضايا العربية، كانت الجماعة أداةً لتشتيت الجهود عن القضية الفلسطينية عبر استهداف الدول العربية ومؤسساتها وجيوشها.

أكد النجار أن الجماعة ساهمت في تهميش قضية فلسطين، عبر توجيه السلاح نحو الأنظمة العربية تحت ذرائع دينية، وتوجيه الحشود نحو صراعات تخدم القوى الغربية، كالمشاركة في الحروب بأفغانستان وغيرها، مما أضعف الموقف العربي وأدى لخسائر كبيرة.

استخدمت الجماعة شعار القضية الفلسطينية لجذب الدعم الشعبي، لكنها على أرض الواقع ساهمت في تفاقم الانقسام العربي وإضعاف دول المواجهة مع إسرائيل. وكما أوضح المهندس علاء زياد، مساعد الأمين العام لحزب "حماة الوطن"، فإن حرب الشائعات التي تتبناها الجماعة تستهدف تفتيت المجتمعات وضرب استقرار مصر التي أظهرت صلابة في مواجهة تلك المؤامرات.

الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، أكد أن الجماعة، منذ تأسيسها عام 1928، تبنت فكرًا يستهدف السيطرة على المؤسسات وتحقيق التمكين السياسي بأي وسيلة، بما في ذلك استغلال الديمقراطية للوصول إلى السلطة ثم تقويض الأنظمة القائمة لصالح أجندتها الخاصة.

التكتيكات التخريبية للجماعة

تتمثل أدوات الجماعة في عدة محاور:

الاختراق السياسي عبر التسلل للمؤسسات بهدف تغييرها من الداخل.

إضعاف المؤسسات الأمنية من خلال نشر الشائعات والتحريض.

السيطرة على الإعلام والتعليم لنشر أفكارها واستقطاب الشباب.

التلاعب بالاقتصاد لخلق أزمات تحفز الفوضى.

استغلال الأزمات لخدمة مصالحها

أوضح الباحث منير أديب أن الجماعة استغلت الأزمات التي مرت بها المنطقة، مثل النكبة عام 1948 وحرب العراق والكويت، لتحقيق أجندتها السياسية. وبدلاً من دعم القضايا العربية، استثمرت تلك الأزمات لتعزيز نفوذها، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع.

يؤكد الخبراء على أهمية زيادة وعي الشعوب لمواجهة مخططات الجماعة، مع تعزيز دور مؤسسات الدولة في نشر ثقافة التسامح والتماسك الوطني، وضرورة التصدي للأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار المجتمعات.