نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نظرية المؤامرة تصب الزيت على حرائق كاليفورنيا - عرب بريس, اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 12:24 مساءً
ما تزال ألسنة اللهب تجتاح مساحات شاسعة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، متسببة في مصرع 24 شخصاً وتشريد الآلاف، مع تدمير آلاف المباني وخسائر مالية قدرت مبدئياً بـ135 مليار دولار، وفقاً لتقارير إعلامية. وبينما تحاول السلطات السيطرة على الحرائق المستعرة منذ أكثر من أسبوع، طفت إلى السطح مجدداً "نظرية المؤامرة"، التي ترافق كل كارثة كونية، ما أثار جدلاً واسعاً بين الأمريكيين حول أسباب اندلاع هذه الكارثة.
الخسائر الكارثية
اندلعت الحرائق يوم الخامس من يناير الجاري بمدينة لوس أنجليس، مدفوعة برياح سانتا آنا الجافة التي وصلت سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة، ما أدى إلى نشوب حرائق ضخمة أبرزها حريق "باليسيدس" الذي دمر أكثر من 5300 مبنى واقترب من الأحياء السكنية الراقية، وحريق "إيتون" الذي أوقف رجال الإطفاء تقدمه بنسبة 27%. وقد أسفرت الحرائق عن تحول أحياء كاملة إلى رماد، وتشريد آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، وسط تحذيرات من استمرار الرياح القوية خلال الأيام المقبلة، ما يعقّد جهود الإطفاء.
التصريحات السياسية والتراشق الإعلامي
في الوقت الذي وصف فيه حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الحرائق بأنها "إحدى أعنف الكوارث في تاريخ الولاية"، وجه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، انتقادات حادة لإدارة الولاية، مشيراً إلى "فشل المسؤولين في التعامل مع الأزمة"، واتهم نيوسوم بتجاهل خطط قد تساعد في السيطرة على الحرائق، متهماً إياه بالتركيز على قضايا بيئية ثانوية مثل حماية أسماك "السملت" بدلاً من توفير المياه لإطفاء الحرائق.
نظرية المؤامرة تثير الجدل
وسط أجواء الكارثة، عادت "نظرية المؤامرة" لتشغل الرأي العام الأمريكي، خصوصاً بعد تصريحات الممثل ميل غيبسون، الذي زعم أن الحرائق أشعلت عمداً بهدف "إفراغ الولاية من سكانها"، مشيراً إلى وجود تلاعب في إدارة موارد المياه. كما استغل الملياردير إيلون ماسك الكارثة لانتقاد سياسات التنوع والاندماج في كاليفورنيا، بينما تداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر تصرفات مشبوهة يُزعم أنها تهدف إلى تأجيج الحرائق بدلاً من إخمادها.
ردود الخبراء والسلطات
ورغم انتشار الشائعات، ردت السلطات على هذه الادعاءات، موضحة أن بعض المقاطع المصورة التي أثارت الجدل تعود لاستخدام أساليب معتمدة في مكافحة الحرائق، مثل إشعال حرائق صغيرة موجهة لوقف تمدد النيران. كما نفت تقارير عن تعاون بين نيوسوم والمطورين العقاريين لإعادة تقسيم الأراضي المحروقة، مؤكدة أن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
التحقيقات مستمرة
وفي ظل تصاعد الجدل، سارعت السلطات المحلية والفيدرالية إلى فتح تحقيق شامل لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الحرائق، مع استبعاد نظرية المؤامرة التي يروج لها البعض. ويرى خبراء أن هذه الحرائق، رغم أنها قد تكون ناتجة عن إهمال أو أفعال متعمدة في بعض الحالات، إلا أنها تعد جزءاً طبيعياً من دورة الحياة البيئية في الغابات، خاصة مع تغير المناخ الذي يزيد من تواتر وشدة الحرائق حول العالم.
0 تعليق