في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها على يد المؤسس الراحل الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، منح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مكرمة ملكية سخية وتاريخية وخصصها فقط لأطفال اليمن.

هذه المكرمة لن تدخل الفرحة والسرور في قلوب الأطفال اليمنيين الذين شملتهم المكرمة فقط،، بل إنها ستبهج قلوب أباء وأمهات أولئك الأطفال خاصة وان كثير من الأسر اليمنية تعاني من الحرمان والظروف القاسية التي تجعل كثير من الأباء يجدون صعوبة كبيرة في توفير متطلبات الحياة الكريمة وحتى القوت الضروري لهم ولكل أفراد عائلاتهم في ظل غياب الرواتب وعدم توفر فرص حقيقية لممارسة أي عمل يحقق عائد مادي ولوكان قليلا، فهذا القليل يحول دون إراقة ماء الوجه، وذل الحاجة للأخرين.

المملكة كانت ولا تزال الداعم الأول لليمن حكومة وشعبا، ففي كل كارثة تحدث لليمنيين نجد الحكومة السعودية سباقة لتقديم كل سبل الدعم والمؤازرة وبسخاء كبير ، والجميع ما يزال يتذكر كيف سارعت قيادة المملكة منذ أيام وبتوجيهات من الملك سلمان وولي عهده لضخ مليارات الدولارات لخزينة الدولة اليمنية لإنقاذ العملة اليمنية ووقف تدهورها، لكن مكرمة الملك سلمان الخاصة بأطفال اليمن كانت تاريخية وفريدة من نوعها كونها اهتمت بجانب إنساني يهلمه الجميع رغم أهميته.

فقد أصدر الملك سلمان توجيهاته الكريمة لمنح 8 ألف طفل يمني معاق كل الدعم وتوفير كافة الإمكانيات لهم لإدماجهم في الحياة، وتحقيق كل متطلباتهم حتى يتمكنوا من الذهاب للمدارس وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وإنشاء مراكز متخصصة لتأهيلهم والتخفيف من معاناة الأسر التي لديها أطفال معاقين وهو ما تم بالفعل، حيث وقع رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال ذوي الإعاقة؛ الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، والمشرف العام على ‎البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن؛ السفير محمد بن سعيد آل جابر، على اتفاقية تعاون مشترك، لدعم وتمكين الأطفال من ذوي الإعاقة في اليمن، وخلق بيئة شاملة تُسهم في تحسين جودة حياتهم ودمجهم اجتماعياً.

الملك سلمان لم يكتفي بهذه المكرمة السخية بل أصدر توجيهاته لدعم الأشخاص والخبراء الذين يقدمون خدماتهم لذوي الإعاقة في اليمن، وبناء قدرات العاملين في هذا المجال، وتعزيز الشراكات والتعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة، وإقامة الأنشطة التفاعلية والاتصالية التي تعزز الاندماج المجتمعي مع الأطفال ذوي الإعاقة.

السعودية لها تأثير كبير على المنظمات الدولية بسبب دعمها وسخائها الكبير في المجال الانساني، لذلك سوف تتفاعل المنظمات الدولية العاملة في الجانب الإنساني لتوسيع هذا الأمر وستعمل ما بوسعها لتقديم المزيد من الدعم للمعاقين في اليمن من خلال الخبراء المتخصصين في هذا المجال، وبدعم سخي من السعودية لتشمل إنشاء وتجهيز مركز تأهيل الأطفال المعاقين في اليمن.

الأباء والأمهات اليمنيين الذين لديهم أطفال معاقين يعانون الأمرين، فهؤلاء المعاقين يحتاجون لرعاية خاصة تأخذ الكثير من وقتهم وأموالهم، إضافة إلى الألم الجسدي والنفسي لمعاناة الأسر وهم يشاهدون أطفالهم ليسوا كبقية الأطفال، إلا ان هذه المكرمة الملكية ستخفف الكثير عنهم، حيث يستفيد 7,840 من الأطفال المعاقين بشكل مباشر وغير مباشر، بهدف دمجهم في المجتمع بشكل فاعل، وتوفير الخدمات العلاجية والتأهيلية لهم، إلى جانب تعزيز مهاراتهم الذهنية والإدراكية والحركية".