نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نكهات الشيبس القاتلة: لماذا لا تزال المواد المسرطنة مباحة في الأسواق المغربية؟ - عرب بريس, اليوم الخميس 9 يناير 2025 10:49 مساءً
تعد البطاطس المقلية، أو ما يعرف بالشيبس، من أكثر الوجبات الخفيفة استهلاكًا في المغرب، إذ تستهلك بكميات ضخمة من قبل الأطفال والكبار على حد سواء. لكن، في الآونة الأخيرة، أصبحت هناك تساؤلات جادة حول تأثير بعض النكهات المضافة لهذه المنتجات على صحة المستهلكين، خاصة في ظل الأبحاث العالمية التي تربط بعض المواد المضافة في الشيبس بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. ورغم التحذيرات الدولية، ما يزال بعض هذه المواد موجودًا في السوق المغربية، مما يستدعي ضرورة التدخل الحكومي للحد من مخاطرها.
تحتوي بعض نكهات الشيبس، خاصة المعلبة منها، على مواد إضافية مثل الأكريلاميد، غليوتامات الصوديوم، والنكهات الاصطناعية الأخرى، التي أثبتت الدراسات ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. الأكريلاميد هو مركب كيميائي ينتج خلال عملية قلي البطاطا عند درجات حرارة مرتفعة تتجاوز 120 درجة مئوية. وفقًا لوكالة الأبحاث الدولية للسرطان،IARC يعتبر الأكريلاميد من المواد المسرطنة المحتملة للبشر. في دراسة نشرتها الوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء تم التأكيد على أن الأكريلاميد يتسبب في تغيير الجينات في الحيوانات، وبالتالي قد يشكل خطرًا على صحة الإنسان، خاصة مع الاستهلاك المنتظم. أما غليوتامات الصوديوم، رغم أنها تعتبر مادة منكهة مستخدمة في العديد من الأطعمة المعالجة، فإن الدراسات تشير إلى أن غليوتامات الصوديوم قد تؤثر على الصحة العصبية في حال تناولها بكميات كبيرة. في تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية عن المخاطر الصحية للمواد المضافة، تم التأكيد على ضرورة تقنين استخدامها لتجنب التأثيرات السلبية على الجسم، خصوصًا في ما يتعلق بالتهابات الجهاز العصبي.
رغم الجهود لضمان سلامة الغذاء عبر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية،ONSSA العديد من المنتجات المستوردة والمحلية لا تخضع لمراقبة دقيقة، خاصة تلك التي تحتوي على نكهات صناعية قد تكون خطرة. وفي تقرير صادر عن جمعية حماية المستهلك في المغرب عام 2023، تم الإشارة إلى أن نحو 30% من المنتجات الغذائية المعروضة في الأسواق تحتوي على مواد مضافة غير معلن عنها بشكل كامل أو تحتوي على نسب مرتفعة من المواد المشتبه في تسببها في الأمراض. هذا يعكس خللاً في نظام الرقابة، ويؤكد على الحاجة الماسة لإجراءات صارمة في هذا المجال.
تتزايد الأبحاث العلمية التي تربط استهلاك الشيبس بزيادة حالات الإصابة بالأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان،حيث تم رصد ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء بين الشباب الذين يستهلكون كميات كبيرة من الوجبات الخفيفة، بما في ذلك الشيبس. وأكدت الدراسات أن تناول الشيبس بكثرة يمكن أن يتسبب في زيادة الأعباء الصحية على النظام الصحي وهو ما يستدعي تدابير وقائية عاجلة.
من الضروري أن تتخذ الحكومة خطوات جادة لحماية صحة المواطنين من المخاطر الصحية الناجمة عن استهلاك الشيبس. أولاً، يجب أن يتم تكثيف الرقابة على المواد الغذائية، مع فرض معايير صارمة على النكهات والمواد المضافة في المنتجات المحلية والمستوردة على حد سواء. كما يجب مراقبة جودة المواد الخام والمواد المضافة في مصانع الشيبس. ثانيًا، من المهم أن يتم نشر حملات توعية للمستهلكين حول المخاطر المحتملة الناتجة عن استهلاك هذه المنتجات بشكل مفرط. هذه الحملات يمكن أن تشمل التعليم حول كيفية قراءة المكونات المدرجة على العبوات وتجنب المواد المضافة الضارة.
إن غياب الرقابة الفعالة على المواد المضافة في الشيبس في السوق المغربية يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة المواطنين. ومع تزايد الوعي العالمي بالمخاطر الصحية الناجمة عن المواد المضافة المسرطنة في الطعام، أصبح من الضروري أن تتحمل السلطات مسؤولياتها في هذا المجال من خلال اتخاذ تدابير وقائية وتنظيمية لحماية صحة الأجيال القادمة من خطر الاستهلاك المفرط لهذه المنتجات.
0 تعليق