تقدم الإسباني ألفونسو دياز، المدير التنفيذي لنادي ريال مايوركا الإسباني، بعثة الفريق الأول لكرة القدم إلى جدة، من أجل خوض غمار بطولة كأس السوبر الإسباني 2025، أمام ريال مدريد، الخميس، ضمن منافسات دور نصف النهائي من البطولة.
ويترأس دياز الإدارة التنفيذية بريال مايوركا منذ مايو 2020 حتى الآن، بعد ترقيته من منصبه السابق مديرًا للإدارة المالية بالنادي الإسباني، الذي شغره من 2016 حتى مايو 2020.
وتحدث دياز، صاحب 49 عامًا، في حوار مع «الرياضية» عن آخر المستجدات في ناديه قبل الحدث المرتقب.

01
أخبرنا عن رحلة مشروع النادي منذ أن جئت إليه قبل ثمانية أعوام؟
لقد كانت رحلة طويلة، جئت إلى ريال مايوركا مع ملكية جديدة للنادي، حيث كان وضعه معقدًا من الناحية الاقتصادية تحديدًا، ووصل النادي إلى مرحلة الإفلاس حينها، وواجهنا صعوبات وتحديات داخل وخارج أرض الملعب. وعندما انطلقنا من نقطة الصفر، حاولنا أن نفهم النادي وماهيته، لإيجاد الحلول المناسبة لإعادة إحيائه من جديد.

02
ما المراحل التي مر بها النادي منذ ذلك الوقت حتى الآن؟
مر النادي بالعديد من المنعطفات، أولًا بحثنا عن الاستقرار، وتحديدًا المالي، وبعدها محاولة إيصال النادي إلى دوري الدرجة الأولى، التي نوجد فيها حاليًا.
صحيح أننا مررنا بمنعطفات خطرة على مستوى فريق كرة القدم، وكانت هناك مراحل صعبة، لأنه في اليوم الذي عملنا فيه، هبط النادي إلى الدرجة الثالثة.
والهبوط إلى الدرجة الثالثة يعني التحول إلى أندية الهواة، وهذا يعني خروجنا من رابطة الدوري الإسباني، لكننا الآن في 4 مواسم على التوالي موجودون في الدرجة الأولى، وهذا ما نريده.
03
ما المعايير التي يتم تقييم المدير التنفيذي بها في كرة القدم؟
يجب أن يحرص المدير التنفيذي في البداية على أن يجعل ناديه مستدامًا، ويعتمد على ذاته من الناحية المالية، وألا تجعل النادي يعتمد دومًا على الدعم الآتي من الملاك، هذه أولى أولوياتي. بعدها يجب أن تحرص على تكوين قاعدة جماهيرية، وعملنا فيه تركيز على العلامة التجارية وجذب الجماهير، حينما بدأنا، حاملو التذاكر الموسمية في النادي كانوا 12 ألفًا، الآن لدينا 25 ألفًا، في ملعب لديه طاقة استيعابيه تصل إلى 26 ألف متفرج. والنقطة الأخرى التي يجب أن أنبه إليها، هي المعرفة بالتخطيط، فحينما جئنا إلى النادي لم يكن الكثير من الرعاة يرغبون بتقديم العروض لنا، فلقد كانت فترة صعبة للغاية.
04
ما وضع العلامة التجارية للنادي حاليًا؟
الآن نحن في وضعية أفضل، أعدنا إحياء العلامة التجارية، وأصبح لدينا رعاة داخل وخارج إسبانيا، وحققنا نموًا عالميًا واضحًا. لكن من المهم أن نحوكم الأمور جيدًا، فلسنا أكبر الأندية.
05
ماذا عن النواحي الرياضية للنادي؟
كان من المهم بالنسبة تطوير أكاديمية النادي، لدينا منشآت جديدة للنادي، حيث يستطيع الشباب تطوير أنفسهم فيها، ولكن الأهم بالنسبة لنا أن نكون موجودين في دوري الدرجة الأولى للفريق الأول، لنجعل هذا الاستثمار مجديًا.
06
ما الهوية الفنية للنادي؟
باختصار، نريد أن نكون فريقًا يعمل بجد، ولديه مبادئ واضحة، وكل نتيجة حققناها حتى الآن جاءت لأننا كنا نعمل أكثر من خصومنا.
لا توجد طريقة أخرى غير العمل الجاد، وبعض اللاعبين الذين يوجدون هنا، كانوا مع النادي في اللحظات الصعبة، حينما كنا في الدرجة الثانية والثالثة، وهم هنا لكي يساعدوا الفريق ويثبتوا مبدأ العمل الجاد له. نحن نصف أنفسنا بالمقاتلين.

07
هل تشكل عملية بيع اللاعبين جزءًا من إيرادات النادي؟
نستهدف التعاقد مع اللاعبين الشباب، الذين يمكنهم التطور داخل إسبانيا، وبعدها يبقون معنا لعامين أو ثلاثة، ثم يتوجهون إلى مستوى أعلى، فعلى سبيل المثال، الكوري لي كانج إين كان موجودًا معنا، ثم بعنا عقده إلى نادي باريس سان جيرمان. نريد أن نكون نقطة مرجعية لهؤلاء اللاعبين، وفي المستقبل، لما لا، لنتطور، ونحافظ عليهم لأطول وقت ممكن.
08
ما خطط النادي لزيادة القاعدة الجماهيرية خارج إسبانيا؟
نحن نعمل في هذا الخصوص يوميًا، ملاكنا ليسوا من إسبانيا، فهم جاؤوا من الولايات المتحدة، لديهم جذور ممتدة في الرياضة، وحققوا إنجازات ضخمة فيها، مثل الأمريكي أندي كوهلبيرج، لاعب التنس السابق، الذي يملك أكبر حصص النادي، وهو رئيس مجلس إدارة النادي، والكندي وستيف ناش، لاعب كرة السلة السابق، والأمريكي ستيف كير، مدرب فريق جولدن ستيت واريورز الأمريكي، وأحد نجوم السلة، وستو هوليدن، لاعب كرة القدم السابق، هم يعززون فكرة الانتشار الدولي للنادي.

09
هل لك أن تعطينا تفاصيل أكثر عن الانتشار الخاص بالنادي دوليًا؟
وصلت أرقام المشاهدات التلفزيونية لمبارياتنا إلى 130 مليون متفرج، 86 في المئة؜ منهم كانوا خارج إسبانيا، ولدينا قوة في آسيا، تحديدًا في اليابان، حيث أننا نوجد ضمن أكثر الفرق التي يتم مشاهدتها هناك، وفي كوريا الجنوبية أثناء وجود لي كانج إين، كنا ننمو هناك بشكل كبير للغاية. الراعي الأكبر للنادي ياباني، ولدينا رحلات إلى اليابان كل عام، ونسعى للتوسع في الولايات المتحدة، لأن الاستثمار هناك مجدٍ للغاية، وتوجد بطولة كأس العالم 2026 المقبلة فيها.

10
ما الذي سيعطيكم إياه كأس السوبر الإسباني في السعودية من ناحية اقتصادية؟
كأس السوبر الإسباني في جدة سيعطينا فرصة للظهور بصورة أكبر، والانتشار، وأنا أعرف أن القاعدة الجماهيرية للدوري الإسباني في الشرق الأوسط عامةً، وفي السعودية تحديدًا، كبيرة، لذا نحن فخورون بالوجود في هذا المكان.

11
هل تستهدفون الاستثمار داخل السعودية خاصة والشرق الأوسط عامةً؟
بالنسبة لنا، نحن نعمل مع رابطة الدوري الإسباني، فهي تملك مقرًا هناك، وجئنا قبل 3 أعوام إلى دبي، ورأينا القدرات الكبيرة التي تملكها المنطقة، ولعلمنا بحب الناس هنا بالكرة الإسبانية، وزدنا نشاطنا في وسائل التواصل الاجتماعي لتتناسب مع متطلبات الجماهير العربية، ولنتواصل مع الشركات والمؤسسات الرياضية فيها.

12
لدى الفريق 30 نقطة حتى الآن في الدوري.. هل تحلمون بالذهاب إلى البطولات الأوروبية الموسم المقبل؟
سيكون رائعًا الذهاب إلى البطولات الأوروبية، لكن يجب أن نعرف هدفنا جيدًا، وهو البقاء في الدرجة الأولى، لكن من يعلم، ربما نتأهل، أو نخسر 3 مباريات على التوالي وتكون الأوضاع سيئة، يجب أن نكون متوازنين في تطلعاتنا، نركز مباراةً تلو الأخرى، إن استطعنا الذهاب فهو أمر عظيم، لكن الأهم أن نحرص على بقائنا في الدرجة الأولى.
13
ما الهدف المنطقي للفريق هذا الموسم؟
أن نحقق 42ـ45 نقطة في الدوري، ونحن نقترب من تحقيقها، أعرف أننا حضرنا ضمن المراكز العشرة الأولى قبل موسمين، والموسم الماضي لعبنا في نهائي كأس ملك إسبانيا، وهذا الموسم نحن في بطولة السوبر الإسباني، وهي أمور تجعلنا نشعر بأننا نسير بالطريق الصحيح، حتى لو كنا نخطو خطوات بطيئة.

14
كيف ترى تجربة السوبر الإسباني في السعودية؟
السعودية تعمل بجد لاحتضان الأحداث الرياضية، سواء كانت متعلقة بكرة القدم أو غيرها، ونحن سعداء بأننا سنأتي إلى السعودية للعب السوبر الإسباني، وأرى أن الاستثمار السعودي بالرياضة هو أمر مهم جدًا للتنمية الاقتصادية للبلاد، الوجود في هذه البطولة أمر قيم، ونحن طموحون، فهي بطولة من مباراتين، إن استطعت الفوز فيها ستفوز باللقب، لا يوجد مستحيل، لكن الأهم هو الحضور والظهور بصورة جيدة.

15
ما تعليقك على استضافة السعودية لبطولة كأس العالم 2034؟
أبارك للسعودية هذه الاستضافة المهمة، وآمل بأن توفق بها، فهي متطلبة للغاية، لكن على الجميع أن يشعر بالفخر حينما يستضيف كأس العالم، فهو أهم حدث رياضي في العالم، ومتأكد أن السعودية ستعمل على استضافتها بشغف كبير، واستقبال المنتخبات، والمشجعين من كل أرجاء العالم.

16
مع انطلاق فترة الانتقالات الشتوية.. هل توجد لديكم أي مخططات فيها؟
نافذة الانتقالات الشتوية صعبة، ليست كالصيف، على مستوى الاجتماعات، مثلًا، نجتمع في الصيف من أجل إغلاق الميزانيات للموسم القديم والجديد، والتشاور والمباحثات مع إدارة القسم الرياضي بالنادي، من أجل جلب اللاعبين وبيعهم، لكن فترة الشتاء هي لتعديل ما يمكن تعديله بشكل فوري وسريع، ولا يكون فيها الكثير من الحركة، لا أعتقد أننا سنكون نشطين في سوق الانتقالات الحالية.