تعهد "دونالد ترامب" بزيادة إنتاج النفط الخام الأمريكي خلال ولايته الثانية لرئاسة الولايات المتحدة، لكن هيكل صناعة النفط الصخري تغير منذ إدارته الأولى بعدما شهدت الشركات حالة من الدمج والاستحواذ، ما يشكل تحديًا أمام طموح الرئيس المنتخب.
ففي عام 2023، زادت شركات استكشاف وإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي الإنفاق على عمليات الدمج والاستحواذ إلى 234 مليار دولار، وهي أكبر قيمة معدلة وفقًا للتضخم منذ عام 2012، وفقًا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة، وذلك بدعم من الأرباح القياسية والميزانيات القوية.
وبالتالي اختفت بعض الشركات وحل محلها الشركات الكبرى الأكثر انضباطًا، والتي حولت تركيزها بصورة أكبر إلى التركيز على توليد عائد لمساهميها، لذلك من المتوقع أن ينخفض الإنتاج في معظم المناطق في أمريكا.
إنتاج النفط الأمريكي
ارتفع إنتاج النفط الأمريكي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند أكثر من 13 مليون برميل يوميًا في عهد الرئيس "جو بايدن"، عقب التعافي من الركود الذي سببه الوباء، ما جعل الولايات المتحدة بالفعل أكبر منتج للنفط الخام في العالم.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
من المتوقع على نطاق واسع أن يحرر "ترامب" الصناعة مرة أخرى من القيود التنظيمية الأكثر صرامة التي شُهدت في عهد إدارة "بايدن"، كما فعل عندما تولى رئاسة البلاد بعد "باراك أوباما" عام 2017.
ورشح "ترامب" المؤيد للتكسير الهيدروليكي "كريس رايت" المدير التنفيذي لشركة "ليبرتي إنرجي" لمنصب وزير الطاقة، ليساعده على تحقيق طموحه بزيادة إنتاج البلاد من النفط.
تغييرات هيكلية
لكن أعادت التغييرات التي أجرتها شركات النفط الكبرى وعمليات الدمج والاستحواذ تشكيل الحوض البرمي في غرب تكساس ونيو مكسيكو، وهو حقل النفط الأكبر في الولايات المتحدة.
لأنه قبل عقد من الزمان، أنتجت 30 شركة حوالي ثلث النفط الخام في الحوض البرمي، وبحلول يوليو 2024، أنتجت "إكسون" و"دايموند باك إنرجي" و"أوكسيدنتال بتروليوم" فقط حصة مماثلة من إنتاج الحوض.
وعلى الرغم من موجة عمليات الاندماج والاستحواذ التي شهدتها الصناعة في العام ونصف الماضيين إلا أن قطاع النفط الصخري لا يزال أقل تركزًا بكثير من صناعات السيارات أو الطيران.
ذكر "روب ويلسون" المحلل لدى شركة تحليلات الطاقة "إيست دالي أنالتيكس" أن الشركات الخاصة تدير اليوم حوالي 25% من منصات الحفر في منطقة الحوض البرمي، بانخفاض من حوالي 50% في يناير 2022، ما يعني أن عددًا أقل بكثير من الشركات على استعداد أو قادر على زيادة المعروض عند ارتفاع الأسعار.
تراجع عدد شركات النفط الصخري الأمريكية النشطة بسبب استحواذ كبرى الشركات على نظيراتها الأصغر (حسب بيانات ريستاد إنرجي)
العام
عدد الشركات النشطة
2024
268
2023
294
2022
318
2021
355
2020
350
2019
354
2018
364
2017
359
2016
351
2015
339
تحديات
وعلى الرغم من أن أسعار النفط لا تزال مرتفعة بما يكفي حتى يحقق العديد من المنتجين الربحية، إلا أن شركات الحفر والتنقيب لا تزال تواجه حدودًا جيولوجية من شأنها تقييد المزيد من النمو في الإنتاج، ما لم يحدث أي تقدم تكنولوجي.
هذا وبدلاً من الحفر الإضافي، تركز الشركات على استخراج المزيد من النفط المتبقي، وبالتالي فإن الشركات يمكن أن تنتج المزيد بعدد أقل من العاملين، لذلك يتوقع العديد من المديرين التنفيذيين تقلص الصناعة بوتيرة أكبر.
عدد الوظائف بقطاع استخراج النفط والغاز في الولايات المتحدة
العام
عدد الوظائف "ألف وظيفة"
2024
120
2023
117
2022
116
2021
112
2020
130
2019
143
2018
142
2017
144
2016
170
2015
194
2014
198
كما أن الشركات المشغلة تعاني قدرة محدودة لشبكة الكهرباء على دعم أنشطتها كثيفة الاستهلاك للكهرباء، وتكافح أيضًا للتخلص من الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي التي ينتجونها إلى جانب النفط الخام.
كما يرى محللو "جيه بي مورجان تشيس" أن أحواض النفط الأخرى التي دعمت طفرة النفط الصخري بما يشمل "إيجل فورد" في تكساس، وحوض "ويليستون" في داكوتا الشمالية إما شهدت انخفاضًا في الإنتاج أو إنها على وشك الانهيار.
وبالتالي فإن طموح "ترامب" بتخفيف القيود التنظيمية وزيادة إنتاج أمريكا من النفط عند توليه منصبه رسميًا في العشرين من يناير، سيواجه تحديات من تغير هيكل الصناعة نفسها مقارنة بما كانت عليه في ولايته الأولى.
المصادر: وول ستريت جورنال – فوربس – ياهو فاينانس – سي إن إن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق