نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رياضيون: نستضيف بطولات عالمية لسنوات.. والناتج الفني «مفقود» - عرب بريس, اليوم الأربعاء 26 فبراير 2025 11:33 مساءً
أكد رياضيون أن أغلب البطولات الدولية والعالمية التي تستضيفها الدولة نجحت، رغم استمراريتها لسنوات طويلة، في تحقيق المنافع الاقتصادية والسياحية والترويجية، لكن الاتحادات الرياضية لم تستثمرها لصناعة أبطال أولمبيين مواطنين، مطالبين الاتحادات بإعادة النظر في كل الأخطاء التي حدثت في السابق، وإعداد خطط جديدة قادرة على الاستفادة من هذا الزخم الرياضي الذي تعيشه الدولة لتحقيق الأهداف الفنية.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن الدولة باتت قبلة أولى للاستضافات الناجحة على المستوى الدولي في كل المجالات، ومنها البطولات الرياضية، وحققت أرقاماً قياسية يصعب تكرارها عالمياً من الناحية التنظيمية، غير أن أغلبها لم ينعكس بالشكل المطلوب على اكتمال صورة بطل حقيقي ينافس بقوة على ميدالية في الدورات الأولمبية على وجه الخصوص».
ولم تحقق الرياضة الإماراتية سوى ميداليتين في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، الممتدة منذ «لوس أنجلوس 1984»، الأولى في «أثينا 2004» عن طريق الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، الفائز بالميدالية الذهبية في الرماية (التراب)، والثانية في «ريو دي جانيرو 2016» عن طريق سيرجيو توما، الفائز بالميدالية البرونزية في رياضة الجودو (وزن 81 كغم).
وأوضحوا: «الرياضة بحد ذاتها اقتصاد يدر عائدات مالية ضخمة على صعيد السياحة والمرافق الأخرى، واستفادت العديد من الاتحادات المنظمة في إيجاد مورد مالي يعوّض النقص في ميزانياتها، إذ اجتهد بعضها ونجح، بدعم من القيادة الرشيدة والشركاء الاستراتيجيين، في تحويل تلك الاستضافات العالمية إلى نقاط ارتكاز لتطوير الرياضيين المواطنين».
وتابعوا: «هناك أسباب عدة وقفت وراء غياب الاستفادة الفنية من تنظيم تلك البطولات، أبرزها الصراعات الدائرة في الخفاء بين المجالس الحالية أو السابقة أو حتى التي تنوي الترشح مستقبلاً، ما أضاع فرصاً واعدة في تحقيق الأهداف الفنية بصناعة أبطال مواطنين».
اتحادات رياضية تفتقد التخطيط
قال أمين السر السابق في اتحاد ألعاب القوى، صالح محمد حسن، إن «الأجواء التي توفرها الدولة من دعم مادي، أو من خلال استضافة بطولات عالمية في كل الألعاب الفردية والجماعية، هيّأت الساحة أمام الاتحادات الرياضية لصناعة أبطال عالميين، لكن للأسف فشلنا في استثمار هذه المقومات بشكل صحيح، لغياب التخطيط داخل الاتحادات الرياضية، ولعدم وجود الأشخاص المؤهلين لتولي المناصب الإدارية على قمة العمل الرياضي في تلك الاتحادات».
وأوضح: «البطولات العالمية والإقليمية والقارية التي استضافتها الدولة، في السنوات الماضية، كشفت لنا حجم معاناة رياضتنا على المستويين الفني والإداري، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مسافات كبيرة بيننا وبين الآخرين، من حيث المستويات الفنية والثقافة الرياضية».
وأضاف: «الجميع في الاتحادات أصبح همه الأول هو الكرسي، وكيف يستغله في الوصول إلى مناصب إدارية أعلى، سواء في الاتحادات القارية أو الدولية، وبات العمل على تطوير الرياضة الإماراتية آخر همومهم».
وأشار صالح محمد حسن: «أتحدى أي مسؤول في اتحاد رياضي أن يخرج علينا ويعلن خططه لإعداد بطل أولمبي للسنوات الثماني المقبلة، ولهذا تدور الصراعات في الخفاء بين المجالس الحالية أو السابقة أو حتى التي تنوي الترشح مستقبلاً، الكل يُشكك في بعضه».
إهمال فوائد الاستضافة
شدد السباح الدولي السابق، عبيد الجسمي، على أن «اللوم الأكبر في تراجع مستوى لاعبينا يقع في المقام الأول على الاتحادات الرياضية، التي تغيب عنها استراتيجيات التخطيط التي تضمن تطور مستوى لاعبينا وإعداد أبطال عالميين».
وقال الجسمي: «استضافة مثل هذه البطولات العالمية يشكل نوعاً من الدعاية السياحية، وإبراز مكانة الإمارات واجهةً رياضيةً عالميةً، لكن في الوقت نفسه كان يجب على الاتحادات الرياضية أن تستغل مثل هذه البطولات لتقيّم مستوى لاعبيها، وتطوّر أداءها من خلال المخرجات التي قدموها في البطولات، وللأسف هذا الأمر لم يحدث».
وأضاف: «التطور الكبير المتوافر في البنية الأساسية لدولة الإمارات لا يشعر به إلا اللاعبون السابقون، الذين لم تتوافر لهم مثل هذه المقومات، فأنا على سبيل المثال كنت أعاني في السابق عدم توافر معسكرات خارجية للتحضير قبل أي استحقاقات رسمية، ولو توافرت للسباحين الذين عاصرتهم مقومات مثل الموجودة حالياً في مجمع حمدان بن محمد لاختلف كثير من الأمور لجيلنا».
وتابع الجسمي: «اليوم أصبح مجمع حمدان قِبلَة للعديد من أبطال العالم الذين يأتون إلى الإمارات لإقامة معسكرات فيها قبل البطولات العالمية أو الأولمبية، ولابد أن ندفع بسباحين لمعايشة مثل هؤلاء الأبطال العالميين، ومعرفة كيف يعيشون حياة السباحة، سواء داخل الأحواض أو خارجها، فالبطل لا يُصنع بأدائه الفني فقط، ولكن بأسلوب حياته على مستوى التغذية والنوم وغيرهما من الأمور التي تساعده على تحقيق النتائج العالمية».
وأكمل: «الأجواء أصبحت متوافرة أمام الاتحادات الرياضية بصورة أكثر من أي وقت، سواء من حيث الدعم المادي أو إقامة بطولات على مدار العام داخل الدولة بمواصفات عالمية، كما أن اهتمام الأسر بذويهم بشأن ممارسة الرياضة، قد زادت بصورة كبيرة، وهذا ما يساعدهم على صناعة أبطال عالميين لو أحسنوا فقط عملية التخطيط، سواء على المستوى القصير أو البعيد».
تأثير ضعيف
اعترف رئيس اتحاد الشطرنج السابق، الدكتور سرحان المعيني، بأن «تأثير البطولات الدولية التي تستضيفها الإمارات في كل الألعاب انعكاسه على الاتحادات ضعيف للغاية».
وقال: «في البداية يجب التأكيد على أن الاتحادات الرياضية، بالتعاون مع المجالس الرياضية والمؤسسات الكبرى في الدولة، بذلت جهوداً كبيرة، على مدار السنوات الماضية، في جذب بطولات عالمية ودولية وإقليمية لدعم الرياضية المحلية والترويج للسياحة، إلى جانب نجاحنا في تحقيق هذا المبتغى، بدرجة جعلت الاتحادات الدولية تحرص على تنظيم بطولاتها في الإمارات، ولكن التأثير الفني لتلك البطولات في واقع رياضتنا المحلية لم يصل بعد للدرجة التي كان مُخططاً لها».
وأضاف: «هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذه السلبية، في مقدمها غياب الثقافة الرياضية عن لاعبينا، التي لم تشدهم للوصول إلى العالمية، بما يتواكب مع حجم الجهود المبذولة من جانب الدولة للارتقاء بمستوى الرياضة».
وتابع المعيني: «رياضة مثل الشطرنج ينظر إليها جميع اللاعبين واللاعبات على أنها رياضة ترفيهية، على الرغم من أنها تُمثل (مورد رزق) مهم للاعبين واللاعبات في أوروبا، وخصوصاً في أوروبا الشرقية، ومن وجهة نظري فإن اللاعب الوحيد الذي ضحى كثيراً من أجل هذه الرياضة، هو سالم عبدالرحمن، الذي أضاع ست سنوات من حياته الدراسية في محاولة للوصول إلى العالمية، وتحقق له ما أراد بشكل واضح».
وتابع: «لعبة الشطرنج بحاجة إلى ساعات طويلة يومياً للتدريب ولميزانيات مالية كبيرة، وللأسف اللاعبون واللاعبات الصغار لا يجدون الوقت الكافي لتوفير هذه الأوقات بسبب انشغالهم بالدراسة».
وأكمل: «الشغف لدى لاعبينا ولاعباتنا يتوقف بعد الوصول للمرحلة الجامعية، إذ تتحول عقليتهم إلى أشياء أخرى، فالفتيات يُفكرن في الحياة الزوجية بشكل أكبر، والشبان يبحثون عن وظيفة واللهث وراء ركوب السيارات وشراء أفضل أنواعها، التي كانت حلماً يراود حياتهم، لذلك تضيع الجهود التي بُذلت في السابق ولاتزال تُبذل حالياً لتطوير مستوى رياضة الشطرنج الإماراتية، بسبب ثقافات اللاعبين واللاعبات لدينا».
غياب الأهداف
وأكد الأمين العام السابق لاتحاد رفع الأثقال، العقيد (م) عبدالكريم محمد سعيد، أن «غياب الأهداف المرسومة، والقرارات الارتجالية التي كانت تتخذ من دون الوصول للتفاهمات المشتركة داخل مجالس الاتحادات، يعدان سببين أساسيين في عدم تطور بعض الرياضات الفردية».
وقال: «تنظيم واستضافة بطولات كثيرة، ومنها رفع الأثقال، لم يحققا المكاسب الفنية، التي كان يجب أن تتحقق لتطوير اللعبة والترويج لها بين أفراد المجتمع، واقتصرت على جانب الاستضافة فقط، ما أهدر جهوداً لتحقيق ميداليات على المستوى الإقليمي والعالمي».
وأضاف: «لدينا كثير من اللاعبين المميزين القادرين على التطور في الصالات الرياضية والأندية، لكنهم يفتقدون الدعم الفني، ما يتطلب ضرورة إشهار أندية مختصة في رفع الأثقال مثل كثير من دول العالم المتقدمة، لتأمين الجانب التنافسي، والبيئة المثالية الحاضنة، وتطوير مستوى اللاعبين الموهوبين في رفع الأثقال».
وأكمل: «لم تكن هناك أهداف للمستقبل داخل بعض الاتحادات، بسبب القرارات الارتجالية، وعدم وجود كفاءات إدارية على مستوى اللعبة، ما أضعف بصورة كبيرة تطور تلك الرياضة، وهو ما كشفت عنه السنوات الطويلة الماضية».
وختم: «القرارات السليمة لمجالس الإدارات، ومتابعتها بشكل علمي وعملي متقن، وعكسها تدريبياً وتنظيمياً ومعنوياً، هي التي تصنع اللاعبين فنياً، وتطورهم وتعزز من ممارستهم للرياضة التي يحبونها».
للمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط
0 تعليق