وتشير آني هولاند إلى أنه حتى رائحة الطعام تسبب لها الغثيان وأن مشكلاتها الصحية بدأت في سن المراهقة.

وتقول: "عندما بلغت الثانية عشرة من عمري، بدأت أعاني من الدوخة والإغماء ومشكلات في الجهاز الهضمي. لم يتمكن الأطباء لفترة طويلة من فهم ماذا يحدث لي".

وساءت حالة آني مع مرور الوقت، واعتبر الأطباء حالتها على أنها اعتلال عصبي ذاتي المناعة. وهو مرض نادر تهاجم خلايا منظومة المناعة الخلايا السليمة. وقد اضطرت آني إلى الخضوع لعدة عمليات جراحية، تم خلالها إزالة أكثر من ثلاثة أمتار من أمعائها. وبالطبع أدى ذلك إلى فشل معوي، وهي حالة لا يستطيع فيها الجسم امتصاص ما يكفي من العناصر الغذائية والسوائل.

وتقول آني: "يصعب شرح الشعور بعدم تناول الطعام أبدا. مع أن الطعام يعتبر جزءا طبيعيا من حياة معظم الناس، لكنه بالنسبة لي شيء بعيد المنال. يمكن لرائحة طهي الطعام أن تجعلني أشعر بالغثيان الشديد. إنه يعزلني عن المجتمع لأنني لا أستطيع المشاركة في الوجبات المشتركة".

وأصبحت التغذية الوريدية الكاملة الخلاص الوحيد لها. وتتضمن هذه الطريقة حقن العناصر الغذائية مباشرة في مجرى الدم من خلال قسطرة، حيث يتم كل ليلة، توصيلها بجهاز وريدي لمدة 12 ساعة لتزويد جسدها بالعناصر الغذائية التي يحتاجها. و تتطلب هذه العملية تعقيما صارما، لأن أي عدوى قد تؤدي إلى تعفن الدم، وهي حالة تهدد الحياة.

وتقول آني: "لقد أصبحت ممرضة لنفسي. لكن إذا دخلت البكتيريا إلى القسطرة، فقد تسبب عدوى يمكن أن تصل إلى قلبي".

وتعتزم آني على الرغم من الصعوبات التي تواجهها، مساعدة الآخرين الذين يعيشون بنفس التشخيص.
وتقول: "مرضي غير قابل للشفاء، ولكنني أريد أن يكون إرثي هو مساعدة الآخرين. لن أستسلم وأريد أن أفعل كل ما بوسعي لدعم كل من هو في وضع مماثل".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل