أكد الكرملين، الأحد، أن روسيا لن تتخلى أبدًا عن الأراضي الأوكرانية التي ضمتها إليها، والتي تشكل نحو 20% من مساحة أوكرانيا، وسط استمرار المحادثات بين موسكو وواشنطن لبحث سبل إنهاء النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات.

وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، في تصريحات للتلفزيون الروسي:

"الأهم بالنسبة إلينا، أن الناس في هذه الأراضي قرروا منذ وقت طويل الانضمام إلى روسيا. ولن يبيع أحد هذه الأراضي أبدًا."

تعكس هذه التصريحات موقف موسكو المتشدد بشأن أي تنازلات إقليمية محتملة، وهو ما يشكل عقبة رئيسية أمام أي تسوية سلمية محتملة للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
 

ترامب وبوتين.. حوار "واعد" رغم التوترات

على صعيد العلاقات بين القوى الكبرى، وصف الكرملين الحوار القائم بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب بأنه "واعد"، مشيرًا إلى أن موسكو وواشنطن تبحثان عقد قمة ثنائية مباشرة بين الزعيمين.

وأضاف بيسكوف، ردًا على سؤال حول انتقادات ترامب الشديدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي:

"الحوار يجري بين رئيسين مميزين حقًا. إنه واعد، ومن المهم ألا يحول أي أمر دون تنفيذ إرادتهما السياسية."

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه الضغوط على أوكرانيا، مع استمرار الدعوات الغربية لتعزيز الدعم العسكري لكييف، مقابل إشارات من واشنطن وموسكو إلى إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.

لافروف في تركيا لمناقشة مستقبل الحرب في أوكرانيا

في سياق متصل، كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجري زيارة إلى تركيا في الأيام المقبلة، لمناقشة عدة قضايا، من بينها آخر تطورات المفاوضات الروسية الأميركية بشأن أوكرانيا.

وأضافت زاخاروفا، في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية، أن الزيارة ستشهد مناقشة ملفات دولية وإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين موسكو وأنقرة في مختلف المجالات.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية التركية أن لافروف سيلتقي نظيره التركي هاكان فيدان، يوم الاثنين، لبحث تطورات النزاع الأوكراني، والدور الذي يمكن أن تلعبه أنقرة في تسوية الأزمة.

تركيا تعرض استضافة مفاوضات بين موسكو وكييف وواشنطن

وسط هذه التطورات، أعربت تركيا عن استعدادها لاستضافة مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، وفق ما صرحت به وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وذكرت الوكالة أن تركيا تسعى لتعزيز جهود الوساطة، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب في أوكرانيا.

ويأتي هذا في وقت أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال لقائه مع زيلينسكي في أنقرة الأسبوع الماضي، أن بلاده مستعدة للعب دور رئيسي في إنهاء النزاع، تمامًا كما فعلت خلال الجولات الأولى من المفاوضات في مارس 2022، عندما استضافت لقاءات مباشرة بين موسكو وكييف.

دور تركيا في النزاع.. بين دعم أوكرانيا والعلاقات مع روسيا

رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحافظ تركيا على علاقات وثيقة مع روسيا، حيث رفضت فرض عقوبات غربية على موسكو، لكنها في الوقت نفسه قدمت دعمًا عسكريًا لأوكرانيا، من خلال تزويدها بمسيّرات قتالية.

وتدافع تركيا بقوة عن وحدة أراضي أوكرانيا، حيث تطالب منذ سنوات بعودة شبه جزيرة القرم إلى كييف، والتي ضمتها روسيا في عام 2014، وذلك تحت مبرر حماية أقلية التتار الناطقين بالتركية في القرم.