نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس التحرير يكتب: الشعب الأمريكى يعترض على تصرفات ترامب - عرب بريس, اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 12:31 صباحاً
وهناك بعض الدروس التى يجب أن يخرج بها الرئيس الأمريكى من هذا الموقف الذى أعتقد أنه نال جزءاً من هيبته وهيبة الولايات المتحدة، وكان سبباً فى توحيد دول العالم كلها تقريباً ـ حتى بريطانيا أقرب حلفاء الولايات المتحدة ـ ضد مقترح تهجير الفلسطينيين للأبد، ولعل أهم هذه الدروس ما يلى:
ـ أن مصر لا تقبل أية تهديدات ولا تخضع لأية إملاءات، ولا تصمت أمام أية تجاوزات تهدد أمنها القومى، وتنال من كبريائها وكرامة شعبها، وأن مصر لها ثوابت لا تتراجع عنها، ولعل فى مقدمتها محددات الأمن القومى المصرى، ولا تسمح ابداً من الاقتراب من هذه المحددات، أو تهديد الأمن القومى المصرى، فكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2016 ( قسماً بالله .. اللى هيقرب لها لأشيله من فوق وش الأرض)، أياً كان هذا الذى يفكر فى تهديد مصر أو الاقتراب منها بسوء.
ـ أن علاقات الدول الآن لا تتسق معها أساليب فرض الآراء والأفكار بالقوة، وأن كل دولة لها كرامتها ولا تقبل أن تتعرض للإهانة من أى شخص حتى لو كان هذا الشخص هو رئيس أكبر دولة فى العالم، فالكبير كبير التصرفات التى يجب أن تتسم بالعقلانية ومراعاة القواعد والأصول والبروتوكولات والقوانين الدولية، وليس الكبير بالصوت العالى والتهديد بالقوة والوعيد بالعقوبات، كما أن العلاقات بين الدول يجب أن يسودها التقدير والاحترام المتبادل.
ـ أن كل فعل له رد فعل ، وأن أى إجراء عنترى ، غير مدروس ضد أية دولة ستكون عواقبه غير محمودة، ولو على سبيل حفظ الكرامة، وأن كل دولة لديها من الخطوات والاجراءات ما يكفى للرد على الاجراءات الأمريكية بطريقة قد تسبب ألماً للاقتصاد الأمريكى.
ـ أن طرح أى فكرة عنترية غير مدروسة سوف يواجه بردود أفعال قد تجبر الرئيس الأمريكى على التراجع عنها، تماماً كما حدث مع مقترح تهجير أبناء غزة من أرضهم للأبد، وفى ذلك تقليل من هيبة صاحب الفكرة والتجرؤ على رفض اى مقترح له فيما بعد.
ـ أن انشغال الرئيس الأمريكى بفرض سطوته ومحاولاته جمع مليارات الدولارات من الدول الأخرى مع ترك الأزمات الاجتماعية الأمريكية تتفاقم قد يزيد الوضع الداخلى سوءاً ولعل أبرز هذه الأزمات عودة مشكلة الرهن العقارى للظهور من جديد، وارتفاع اسعار الغاز وزيادة الضرائب، واختفاء بيض المائدة من الأسواق وتقليص عدد الموظفين بالحكومة الفيدرالية وتسريح آلاف العاملين بها ولعل تسريح خمسة آلاف من العاملين بوزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" أقرب مثال، بخلاف صعوبة سداد الأمريكيين لديونهم بسبب زيادة فوائد القروض، وأيضاً قرار الرئيس الامريكى بخفض تمويل الجامعات والبحث العلمى مما أثار حالة من الاستياء الشعبى تجاه تصرفات ترامب خلال أول شهر من فترة حكمه، أدى إلى انخفاض شعبيته، فقد أجرت مجلة الايكونوميست الأمريكية استطلاعا للرأى منذ أسبوع أظهر انخفاض شعبية الرئيس الأمريكى بين البالغين الأمريكيين الى 48% وأن 52% من الأمريكيين لديهم نظرة سلبية تجاه الرئيس ترامب.
لا عيب مطلقاً فى أن نخطئ فى تصوراتنا، ومقترحاتنا، وتصريحاتنا، ومواقفنا، ولكن العيب كل العيب فى ألا نتعلم من هذه التصورات الخاطئة والمقترحات الخاطئة والتصريحات الخاطئة والمواقف الخاطئة ، خاصة أن الواقع أكد أن هناك ثوابت ومحددات فى إدارة الدولة، أى دولة، وفى مقدمة هذه الثوابت الاحترام المتبادل مع الدول الأخرى وعدم التعالى على أى دولة أو التدخل فى شؤونها أو التهديد بفرض عقوبات على الدول فى حالة عدم تنفيذ التصورات والمقترحات الخاطئة بالقوة.
لا عيب فى ان يتعلم الإنسان من أخطائه، حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
[email protected]
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق