نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مجتمع متدين بطبعه!! - عرب بريس, اليوم الأحد 23 فبراير 2025 09:33 مساءً
هالة فاروق
د.هالة فاروق
لاحظت بعض ردود الفعل تجاه المواقف الحياتية المختلفة، فتبادر إلى ذهني سؤال: ما الذي يحكم أفكار المصريين؟! الدين أم الموروثات الثقافية؟!
في حالة الطلاق تجد المجتمع يقف بشدة رافضًا زواج المرأة المطلقة خاصة إذا كان لديها أبناء، ومستنكرًا رغبتها في تكرار تجربة الزواج، راغبًا في تفرغها لرعاية الأبناء، لكنه في الوقت نفسه يسمح للرجل بتكرار تجربة الزواج دون قيود مع تجاهل حقوق الأبناء في تلك الحالة!! وكأن المرأة ترتكب حرامًا في حين يطبق الرجل شرع الله بالرغم من أن موقف الدين لا يفرق بين الرجل والمرأة في حق الزواج.
حينما يخون الرجل زوجته، تجد النصائح المجتمعية موجهة للزوجة من أجل حثها على تجاهل الخيانة، والاهتمام بزينتها، وبذل الجهد لإعادة زوجها، لكن خيانة المرأة تواجه بمبدأ المتنبي (لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم)، فلا تجاهل ولا تسامح ولا غفران ولا نصائح للرجل، ليصلح من نفسه وسلوكياته للاحتفاظ بزوجته!! بالرغم من الدين لا يميز بينهما في الجزاء.
الرجل يتشدق بكل ما يمنحه حقوقًا، حق التعدد، حق الطاعة، حق القوامة، لكنه يتناسى أن كل حق يتطلب شروطًا ينبغي عليه الوفاء بها لكنه يجد مساندة قوية من المجتمع.
هذا التناقض والكيل بمكيالين يعطى مؤشرًا واضحًا عن امتلاك المجتمع المصري خليطًا ثقافيًا يجمع العادات والتقاليد والأعراف ويحيطها بغلاف براق من الأحكام الدينية للإيحاء بأن المجتمع متدين بطبعه!!
0 تعليق