أول ما يطالعك لدى زيارتك المكتبة العربية الأشهر في مجال تجليد وتذهيب الكتب يدوياً، وهي مكتبة حسين عبد الظاهر المصرية العريقة، التي تشارك في فعاليات أيام الشارقة التراثية، مجموعة من أدوات تذهيب الكتب وحروف النحاس والرصاص اليدوية؛ حيث يتعرف الزائرون عن قرب إلى هذه المهنة، التي أثبتت قدرتها على إنتاج كتب مجلدة ومذهبة بدقة عالية باستخدام آلات تراثية بسيطة، تنافس في صناعتها أفخر وأدق الآلات الحديثة.
عن بدايات مكتبة حسين عبد الظاهر، يقول وارث المهنة، حسين عبد الظاهر: «تأسست المكتبة عام 1936، بعد أن ظهرت هذه الحرفة يدوياً في القرن الثامن عشر، وشارك فيها عشرات الأبناء من مختلف الأجيال. لكنها، وبحكم العامل الزمني وحداثة آلات الطبع والتجليد، بدأت بالاندثار، وندُرَ العاملون اليدويون فيها؛ بسبب دقة العمل الذي تتطلبه، وما تحتاج إليه من صبرٍ وبراعةٍ حرفيةٍ عالية. هذه المهنة ترتبط بالتراث والثقافة، ولها ارتباط وثيق بتاريخ الأسرة، وهو ما يجعلنا متمسكين أكثر ببقائها على مرّ الزمان، حيث تمّ تطويرها في 1988».
ونبّه حسين عبد الظاهر إلى أن تجليد الكتب كصناعة تعتمد على الجلود أساساً لا يقتصر على التجليد فحسب، وإنما يشمل التغليف والتذهيب على واجهة الكتاب أو على جوانب الأوراق بين دفتيه، بالإضافة إلى استخدام الخط المحترف لوضع اسم المؤلف وعناوين الكتب على الأغلفة. كما لا يقتصر عمل المكتبة على الكتب الحديثة، بل يمتد إلى العناية بالمخطوطات القديمة من خلال التنظيف والترميم والحفظ، مما يمنحها حياةً دائمةً لتكون متاحةً للباحثين عن المعرفة.
تقنيات متقدمة
يضمّ ركن مكتبة عبد الظاهر مجموعةً من الكتب المنفذة يدوياً، كما عرضت المكتبة إمكاناتها في تقنية تقهير الورق، وهي عملية تشذيب وتنقية الورق وتحويله إلى ورق ناعم صالح للكتابة، بعد أن كان خشناً لا يساعد الخطاط على الكتابة. وتُستخدم التقنية ذاتها أيضاً في صناعة نوع من الورق يحاكي الورق القديم، أو ورق البرديات والمخطوطات، ليُستخدم في الأغراض الفنية والجمالية، مثل دفاتر الرسم الخاصة بالفنانين.
جدير بالذكر أن هذا التفوق الموروث أباً عن جد في هذه الصنعة، التي أصبحت تراثية بامتياز، جعل مكتبة عبد الظاهر إحدى أشهر المكتبات المختصة بتجليد وتذهيب الكتب التراثية المهمة، مثل كتب الدين والتاريخ والتراث والتفاسير. ولا تزال المكتبة حتى يومنا هذا تتلقى طلبات تجليد وتذهيب كتب على مستوى عالٍ من الأهمية التاريخية والتوثيقية والتراثية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق