شهدت العاصمة اللبنانية بيروت حدثًا غير مسبوق، حيث احتشد الآلاف، يتقدمهم قيادات حزب الله والحوثيون ومسؤولون إيرانيون، لتشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في المدينة الرياضية.

وفي مشهد يعكس حجم الارتباط بين حزب الله وطهران، وجّه نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، رسالة صريحة للحاضرين، ومن بينهم القيادات الحوثية، قائلاً: "نحن أبناء الولاية، أبناء الخميني وخامنئي.. المقاومة مستمرة ولن يستطيع أحد انتزاع هذا الحق منا".

ورغم هذا التأكيد على الولاء، أشار قاسم إلى أن الحزب اتخذ قرارًا بتفويض الدولة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها، مشددًا على أن "حزب الله أنجز ما عليه، وحان الوقت لأن تستكمل الدولة ما بدأه".

خامنئي: "العالم يحج إلى الضاحية الجنوبية"

وفي طهران، لم يتأخر المرشد الأعلى علي خامنئي في إبداء موقفه من الحدث، إذ نُقل عنه قوله: "إنني أرى حسن نصر الله الآن في الجنة"، مضيفًا أن "العالم يحج اليوم إلى الضاحية الجنوبية" في إشارة إلى المرقد والمزار الديني الذي صنعه حزب الله لزعيمه السابق هناك.

وعلى الأرض، عززت طهران حضورها بإرسال وفد رسمي ضم قيادات بارزة، إلى جانب انتشار واسع لعناصر الحرس الثوري المتواجدين في لبنان. كما لم تتخلف جماعة الحوثي عن المشهد، حيث دفعت بمئات من قياداتها وعناصرها من صنعاء للمشاركة، لينضموا إلى العناصر الحوثية المتواجدة في لبنان منذ سنوات.

وبدا المشهد في بيروت، أشبه بتظاهرة إقليمية تجسد عمق التبعية بين إيران وأتباعها من المليشيات في لبنان والعراق واليمن.