الحمد لله الذي حبى هذه البلاد المباركة بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وجعلها موطن الرسالة الخاتمة التي أضاءت العالم بنور الهداية. في ذكرى يوم التأسيس، نقف بكل فخر واعتزاز لنستذكر اللحظة التي أُرست فيها دعائم دولتنا قبل ثلاثة قرون، حين أرسى الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- اللبنة الأولى لهذه المملكة المباركة، على أسس متينة من الإيمان والعزم والوحدة، لتستمر هذه المسيرة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

إن التوفيق الإلهي لهذه الدولة واضحٌ وجلي، فمنذ نشأتها وهي تحتضن الحرمين الشريفين وتحمل رسالة الإسلام إلى العالم، وتخدم القرآن الكريم والسنة النبوية بكل إخلاص. ولقد كان المنهج الشرعي القويم، الذي قامت عليه المملكة، أساسًا في تحقيق الأمن والرخاء، حيث اجتمع الشعب السعودي تحت راية التوحيد، فحفظ الله لهذه البلاد عزها واستقرارها، ومكّنها من أن تكون نموذجًا يُحتذى به في النمو والتطور والازدهار.

واليوم، ونحن نعيش عصر النهضة الشاملة في ظل رؤية المملكة 2030، نرى كيف يعتز الشعب السعودي بماضيه المجيد كما يفخر بحاضره المشرق، ويطمح لمستقبل أكثر ازدهارًا. إن نجاح المملكة في مختلف المجالات لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لجذور ثابتة من العلم والعمل والتخطيط، مستلهمين من تاريخنا العريق قوة العزيمة والإصرار على تحقيق الريادة.

وفي هذا السياق، تشرفت جمعية “قبس” للقرآن والسنة والخطابة بأن تكون جزءًا من هذا الحراك الوطني المبارك، حيث دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، رئيس مجلس أمناء الجمعية، الخطة الإستراتيجية والتشغيلية للجمعية 2024 – 2027، ومنصة “قبس” الرقمية، التي يُتوقع أن يكون لها أثر كبير في تطوير العمل الفني والإداري للجمعية.

بفضل الله، حققت جمعية قبس نموًا ملموسًا في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية والخطابة، حيث بلغ عدد الدور 80 دارًا، و18 إجازة، و101 حافظ وحافظة للقرآن الكريم، إضافة إلى 1145 مستفيدًا من برامج الخطابة. هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا فضل الله ثم دعم قيادتنا الرشيدة، التي لا تألو جهدًا في تعزيز العلم والتعليم الشرعي، وتمكين المؤسسات المعنية بتحفيظ القرآن الكريم ونشر السنة النبوية.

إن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو محطةٌ تُذكرنا بجذورنا العميقة، وتلهمنا لمواصلة البناء بعزيمةٍ لا تلين، تحت راية قيادتنا الحكيمة. وبهذه المناسبة، نسأل الله أن يحفظ بلادنا، ويبارك في قيادتها، ويعيننا على مواصلة رسالتنا في خدمة كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، ليبقى هذا الوطن شامخًا بمبادئه، قويًا بطموح أبنائه، سائرًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عزها وأمنها واستقرارها.

د. أحمد بن حمد البوعلي
رئيس مجلس إدارة جمعية قبس للقرآن والسنة والخطابة