عاجل

هل ستعيد قمة السعودية رسم ملامح النظام العالمي الجديد بين ترامب وبوتين؟.. عبدالرحمن الراشد يجيب - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل ستعيد قمة السعودية رسم ملامح النظام العالمي الجديد بين ترامب وبوتين؟.. عبدالرحمن الراشد يجيب - عرب بريس, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 10:32 مساءً

كشف الكاتب عبدالرحمن الراشد في مقاله المنشور بصحيفة "الشرق الأوسط" عن السبب وراء اختيار السعودية مكانًا للقمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن القمة تأتي في وقت حساس ومرهون بنتائج المفاوضات الجارية بين الجانبين. الراشد أشار إلى أن اللقاء الذي يُرتقب أن يتم في السعودية قد يكون بمثابة "يالطا جديدة"، في إشارة إلى القمة التاريخية التي عُقدت في 1945 والتي شكلت النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.

وأوضح الراشد أن السعودية تُعد أرضًا محايدة وقبولًا لكل من أمريكا وروسيا، وأن العلاقة القوية التي تربط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بكل من ترامب وبوتين كانت عاملاً رئيسيًا في تسهيل عقد اللقاء. وقد تطورت العلاقات بين السعودية وروسيا بشكل غير مسبوق، وهو ما جعل المملكة موقعًا مناسبًا لاستضافة هذا الحدث المهم.

الكاتب أكد أن القمة المرتقبة لن تقتصر فقط على مناقشة الوضع في أوكرانيا، بل ستكون فرصة لحل القضايا الكبرى بين موسكو وواشنطن، بما في ذلك التنافس الدولي وتحديد ملامح النظام العالمي الجديد في ضوء التغيرات الحاصلة في السياسة الدولية. كما لفت إلى أن أوروبا والصين تتابعان عن كثب ما قد تسفر عنه القمة، لما لها من تأثيرات مباشرة على العلاقات الدولية.

وفي ختام مقاله، تطرق الراشد إلى أهمية القمة في السياق العالمي، معتبرًا أن نجاحها قد يسهم في تخفيف التوترات بين القوى الكبرى ويمهد الطريق لإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط وربما الحرب الأوروبية.

نص المقال:

القمَّةُ الموعودةُ في السَّعودية بين الرئيسين الأميركي ترمب والروسي بوتين، مرهونة بمخرجات المفاوضات القائمة بين الحكومتين في السعودية. هل ستكونُ القمةُ «يالطا» جديدةً، تشكِّل نظاماً عالمياً جديداً، أم أنَّها مماثلةٌ لمفاوضات القمة في أزمةِ الصواريخ الكوبية، وتنهي الحرب الأوروبية الروسية الأميركية ومخاطرها النووية، أيضاً.

العجلةُ دارت بغضِّ النَّظر عن اعتراضات المعترضين والتقى أركان الوفدين في الرياض هذا الأسبوع في قصر الدرعيةِ التاريخي. وتستمرّ الفرقُ الفنية المعنية بمفاوضات العلاقة بين القوتين بالعمل على ترتيباتها، وهي علاقة متدهورة منذ أزمة الغزوِ الرُّوسي لأوكرانيا.

وكانَ اختيار السعودية ملتقًى للقمة قد أثار الاهتمام وربَّما الانزعاجَ للبعض، لماذا؟ البحث هو عن أرضٍ مقبولة للروس والأميركيين معاً. السّر هو في العلاقة الجيدة بين الزعيمين بولي العهد السعودي ممَّا سهَّل ومكَّن بدء العملية سريعاً بعقد أول لقاءاتٍ على مستوى قيادات من الحكومتين أوَّلَ أمس في الرياض. الأمير محمد بن سلمان بنَى علاقةً قويةً ومحلَّ ثقةٍ مع الرئيس دونالد ترمب فور توليه الرئاسة 2017، وكذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتطوّرت العلاقةِ بشكل غير مسبوق، واستمرت علاقته مع الزعيمين رغم الخلافات بينهما.

لنتذكر أَنَّ روسيا والولايات المتحدة في حالة حرب شبه مباشرة في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، الأولى بين الغرب وموسكو منذ الحرب العالمية الثانية.

اللقاء المنتظر، الذي يتمُّ طبخُه على نار حامية، محلُّ ترقبٍ القوى الكبرى الأخرى، أوروبا من جانب والصين من جانب آخر. حيث تهدف القمَّةُ إلى حلّ المعضلة الرئيسية، وهي ترتيب العلاقات بين موسكو وواشنطن وليست قمة خاصة بأوكرانيا كما تحدَّث الطرفان، أي أنَّها تشمل التعاملَ مع قضايا متعددة، أوكرانيا واحدة، والتنافس الدولي، والمحاور الجديدة السياسية والاقتصادية المتضادة.

كانت آخر قمة حدَّدت ملامحَ النظام العالمي في يالطا عام 1945 في أواخر الحرب العالمية الثانية. كانت نتائجُها المباشرة إنهاء الحرب العالمية الثانية وتقسيم ألمانيا بين القوى المنتصرة، وبروز موسكو كقطبٍ موازٍ.

أمَّا قمَّة أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 عملياً، أنهت المواجهة، حيث سحبت موسكو صواريخَها النووية من كوبا، وواشنطن تعهَّدت بعدم غزو جارتِها كوبا وسحبت لاحقاً صواريخَها من تركيا.

تسبق قمة السعودية، الروسية الأميركية، آمالٌ ومخاوفٌ عالميةٌ. أولاً لأنَّنا نشهد حراكاً سياسياً كبيراً منذ وصول ترمب للبيت الأبيض الذي قرَّر اتَّباعَ نهجٍ مختلفٍ في إدارته لسياسة الولايات المتحدة. وثانياً لأنَّ روسيا تقدَّمت في حربها في أوكرانيا، وقامت بنظم تحالفاتٍ جديدة أدخلت كوريا الشمالية وإيرانَ، وكذلك وثَّقت علاقتِها مع بكين. وهناك مخاوفُ الأوروبيين الذين يواجهون تبدلات قد تكوّن تاريخاً جديداً في العلاقة مع واشنطن وفي النظام العالمي الجديد. لهذا سعى الرئيس الفرنسي للاتصال بمضيف القمةِ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفقَ تصريح فرنسي، وأعلنت عددٌ من العواصم الأوروبية رأيَها وموقفَها حيالَ احتمالات ما قد تناقشه القمةُ السعودية.

الصين، التي لم نرصدْ لها بعد إعلاناً سياسياً، ستكون معنيةً بالتطور الجديد حيالَ حلّ الخلافات بين واشنطن وموسكو، وانعكاساتها عليها. لقد مدَّ ترمب أيضاً يده للرئيس شي جينبينغ، داعياً لفتح صفحة جديدة والتفاوض على اتفاق سياسي اقتصادي جديد، ولكنَّه في الوقت نفسه سارع للإعلان عن مشروع قيودٍ ورسوم إضافية على الصَّادرات الصينية لبلاده.

ما الذي سيعنيه عقدُ القمةِ بين ترمب وبوتين في السعودية، عدا عن أهميتها للعلاقات بين القوتين العالميتين وتخفيف التوتر، فإنَّ الشرقَ الأوسط واحدٌ من الساحات التي تعاني من النزاع الدولي والتدخلات في العديد من أزمات المنطقة. قمة المصالحةِ بين موسكو وواشنطن ستمهّد الطريق، إنْ نجحت، إلى تقليل النزاعاتِ الكبرى وربَّما تقود لاحقاً إلى إنهاءِ الحرب الأوروبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق