“حياكة السدو”.. فن تقليدي يجسد تراث الأجداد ويعزز الهوية الثقافية بمنطقة الباحة - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“حياكة السدو”.. فن تقليدي يجسد تراث الأجداد ويعزز الهوية الثقافية بمنطقة الباحة - عرب بريس, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 04:29 مساءً

المناطق_واس

تُعد حياكة السدو من الحرف التقليدية العريقة في منطقة الباحة، وتمثل هذه الصناعة جزءًا من التراث الثقافي والاجتماعي للمنطقة، وتجسد مهارات وفنون الأجداد الذين استخدموا الحرفة في حياتهم اليومية، ويتميز السدو بنقوشه وألوانه المتنوعة، ويُستخدم في صناعة العديد من المنتجات مثل الأقمشة والسجاد وبيوت الشعر، مما يجعله رمزًا للهوية الثقافية والتميز الحرفي.

 

وأوضحت لـ”واس” حائكة السدو، شرعا بنت حمد الغامدي، أن جذور السدو تُعود إلى حياة البدو في الصحراء، وكان يُستخدم لتلبية احتياجاتهم اليومية، وكانت نساء البادية هنّ المسؤولات عن نسج السدو، وكنّ يجمعن الصوف من الأغنام والإبل أو الماعز بعد جزّها، ثم يُغسل لإزالة الأوساخ والشحوم باستخدام الماء، ويُترك ليجف تمامًا تحت الشمس، ثم يتم تمشيط الصوف باستخدام أداة تقليدية تُسمى “المشط” أو “الهدّادة” لفصل الألياف وجعلها ناعمة ومستقيمة، ثُم يُغزل الصوف يدويًا باستخدام “المغزل” وهي أداة خشبية بسيطة تُستخدم للف الخيوط، ويتم لف الألياف ببطء لتحويلها إلى خيوط متينة، وتختلف سماكة الخيط حسب الغرض خيوط رفيعة للنسيج الدقيق أو سميكة للسجاد.

 

وأشارت إلى أن الصوف يتم صباغته بألوان طبيعية مستخلصة من النباتات مثل الحناء، والألوان التقليدية لسدو تشمل الأحمر، والأسود، والأبيض، والبني، بعدها يُستخدم “النول” وهو إطار خشبي بسيط لشد خيوط “السداة” الخيوط الطولية بإحكام, ويتم ترتيب السداة بنمط معين حسب التصميم المطلوب، بعدها تبدأ الحياكة بتُمرير خيوط “اللحمة” الخيوط العرضية بين خيوط السداة باستخدام أداة بسيطة مثل المكوك، ثم تُضغط الخيوط بإحكام باستخدام أداة تُسمى “الدفة” لضمان تماسك النسيج، وتُكرر العملية لإنشاء الأنماط الهندسية المميزة للسدو، مثل المثلثات والمعينات، وبعد الانتهاء من الحياكة، يتم قص النسيج من النول، وتُضاف أحيانًا حواف أو زخارف إضافية, مبينة أن جميع الأدوات المستخدمة لحياكة السدو بسيطة ومحمولة، مما يناسب حياة البدو الرحّالة سابقًا، وتستخدم أغلب الحرفيات تقنيات ونقوش تقليدية تعكس الثقافة المحلية، ويتميز كل تصميم بقصصه ورموزه الخاصة، وتطور هذا الفن عبر الأجيال ثم توارثه من الأم إلى الابنة، مما جعله جزءًا من الهوية الثقافية.

 

وتظل حياكة السدو رمزًا للتراث الثقافي في منطقة الباحة وبعض من مناطق المملكة، وتعكس هوية المجتمع وتاريخه ويسجل دومًا حضوره في المناسبات الوطنية التي تشهدها المملكة مثل يوم التأسيس، باعتباره بصمة ثقافية سعودية مميزة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق