رجلٌ تُرفع له الهامات ويُحكى عنه المجد ..بقلم روان الوذيناني - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رجلٌ تُرفع له الهامات ويُحكى عنه المجد ..بقلم روان الوذيناني - عرب بريس, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 01:19 صباحاً

حين يُقال “صالح الوذيناني”، لا يُقال اسمٌ عابر، بل يُقال رجلٌ اجتمعت فيه كل معاني الفخر والشرف والنُبل.

رجلٌ لم تصنعه الرتب، بل صنعها هو بمواقفه، بصدقه، بعزّته، وبأخلاقه التي لم تُشترَ بمنصبٍ أو تُمنح بلقب. اسمه تاريخ، ومواقفه رجولة، وسيرته مدرسةٌ تُدرَّس في معاني الهيبة والكرم والشهامة.

والدي ليس مجرد رجل، بل قامةٌ عسكريةٌ تهابها الرُتب، واسمٌ تردده المجالس احترامًا وإجلالًا. لم يكن يحتاج إلى منصبٍ ليؤثر، فقد كان تأثيره حاضرًا بشخصيته، بكلمته التي لا تُكسر، بنظراته التي تنبئ بالحكمة والخبرة. رجلٌ لم يعرف يومًا إلا طريق الحق، ولم ينحنِ يومًا إلا لله.

كان سيفًا في وجه الظلم، ويدًا ممدودةً بالخير، وصوتًا يصدح بالعدل. رجلٌ لا يهاب المواقف، ولا يتراجع حين يُنادَى للواجب، كان حيث يجب أن يكون، شامخًا، ثابتًا، يقود، ويوجّه، ويترك أثره في كل مكان. لم يكن مجرد ضابطٍ يحمل رتبة، بل كان اسمًا تهتز له المواقف، ورجلًا يُذكر كلما ذُكرت الهيبةُ الحقيقية.

لم يزدْه المنصب إلا تواضعًا، ولم ترفعه الرتب إلا لأنه كان أصلًا في القمة. لم يكن رجلًا يُعامل الناس بسلطته، بل بأخلاقه، وكان يُعامل الصغير قبل الكبير باحترامٍ يفرض نفسه. رجلٌ يُجبر الخواطر، يسبق الناس بابتسامته، ويترك أثرًا طيبًا في قلب كل من عرفه.

هو الرجل الذي مهما حاولتُ وصفه لن أصل إلى عظمته. رجلٌ لم تزدْه الأيام إلا حكمةً، ولم تزدْه المحن إلا ثباتًا، ولم ينل المرض من شموخه. حتى في أصعب لحظاته، ظلّ ذاك الجبل الذي لا يهتز، والهيبة التي لا تنكسر، والنقاء الذي لا يتغيّر.

حين أفخر، فأنا لا أفخر برتبةٍ عسكرية، بل أفخر برجلٍ علّمني أن الرجولة مواقف، وأن العزة لا تُشترى، وأن الكرامة لا تُباع، وأن اسم الإنسان هو تاريخه الحقيقي. أبي هو قدوتي، هو اسمي الذي أحمله بشرف، هو المجد الذي لن يتكرر، وهو العزّ الذي لا يُمحى.

وأجمل ما في والدي أن ذكراه لا تزال حاضرة في قلوب من عرفوه. أحد أصدقاء العائلة قال لي يومًا:
“والدك لم يكن مجرد رجلٍ عادي، بل كان رجلًا يُذكر بالخير في كل مجلس، رجلًا لم يؤذِ أحدًا، ولم يخذل أحدًا، رجلًا كلما مرّ اسمه، مرّت معه سيرةُ النبل والشرف.”

هذا هو أبي، صالح الوذيناني. اسمٌ حين يُقال، يُقال معه الفخر، ويُرفع لأجله الرأس. رجلٌ لو وُزنت أفعاله، لفاقت كل المناصب والرتب. رجلٌ سيظل اسمه محفورًا في القلوب، وسيرته تُروى بكل إجلالٍ واحترام.

اللهم احفظه لي، وزِده عزةً على عزّ، وأكرمه بتمام الصحة والعافية. فمثله لا يتكرر، ومثله يبقى مجدًا خالدًا في صفحات التاريخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق