شهدت محافظة الضالع، جنوب اليمن، مأساة إنسانية مؤلمة تمثلت في حالتي انتحار منفصلتين خلال ساعات قليلة، حيث أقدم شاب وامرأة على إنهاء حياتهما نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية التي تعيشها المحافظة.

الحادثتان أثارتا صدمة وحزنًا عميقين بين سكان المنطقة، وأعادتا تسليط الضوء على معاناة السكان المستمرة في ظل استمرار الأزمات المتلاحقة.

وفي التفاصيل، ذكر مواطنون من إحدى قرى الضالع أن شابًا في مقتبل العمر أقدم على إطلاق رصاصة على نفسه، مستخدمًا سلاحًا ناريًا كان بحوزته، في خطوة يائسة لوضع حد لحياته. وأشاروا إلى أن الشاب كان يعاني من ضغوط نفسية ومعيشية كبيرة، نتيجة الفقر المدقع وانعدام فرص العمل، ما دفعه للجوء إلى هذا الفعل المروع.

وفي حادثة أخرى لم تكن أقل إيلامًا، أقدمت امرأة في قرية مجاورة على شنق نفسها بعد ساعات قليلة من حادثة الشاب

. وأكدت المصادر المحلية أن المرأة كانت تعاني أيضًا من ظروف معيشية صعبة للغاية، حيث فقدت الأمل في تحسين حياتها أو توفير أبسط متطلبات العيش الكريم لأسرتها.

هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها في محافظة الضالع، إذ تزايدت معدلات الانتحار في الآونة الأخيرة بشكل مقلق، مدفوعة بالوضع الاقتصادي المتدهور وغياب الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية. كما أن الحرب المستمرة منذ سنوات فاقمت من معاناة السكان، وزادت من معدلات البطالة والفقر.

وقد أثارت هذه الحوادث غضبًا واستياءً واسعين بين الأهالي، الذين طالبوا الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدات للسكان، مشيرين إلى أن الكثير من الأسر أصبحت عاجزة حتى عن تأمين قوت يومها.

وفي الوقت ذاته، دعا المواطنون إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.

إن هذه الحوادث تُظهر بوضوح الحاجة الملحة لتحرك شامل لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه المآسي، وتوفير بيئة آمنة وكريمة للسكان.