جددت المملكة العربية السعودية موقفها الداعم للبنان في مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد أمن مواطنيه، مؤكدة تأييدها للإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية لمكافحة أي محاولات تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي. يأتي ذلك في ظل التطورات الأخيرة، التي شملت اعتداءات على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، مما دفع الرياض إلى الإشادة بالجهود اللبنانية الرامية إلى تعزيز الأمن وحماية المؤسسات.

تعزيز التعاون العسكري بين الرياض وبيروت

ضمن إطار العلاقات الوثيقة بين البلدين، التقى وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، الشهر الماضي، لمناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري بين الرياض وبيروت. خلال الاجتماع، جددت المملكة تأكيدها على أهمية دعم الجيش اللبناني، معتبرة إياه الركيزة الأساسية لحفظ الأمن الداخلي، ومشددة على ضرورة تعزيز إمكانياته لمواجهة التحديات الأمنية التي تعصف بالبلاد.

موقف حاسم تجاه الاعتداء على "اليونيفيل"

أدانت السعودية الاعتداء الذي طال قوات "اليونيفيل"، مؤكدة دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية لمحاسبة المتورطين. كما شددت على أهمية التنسيق المستمر بين الحكومة اللبنانية وقوات الأمم المتحدة لضمان استمرار مهامها الإنسانية في المنطقة الجنوبية، التي تشهد اضطرابات متزايدة. هذا الموقف يعكس التزام الرياض بالعمل المشترك لضمان أمن واستقرار لبنان في مواجهة أي تهديدات.

توتر أمني مع تحركات "حزب الله"

شهدت بيروت تصعيدًا أمنيًا بعد أن قام أنصار "حزب الله" بتنظيم تظاهرات، احتجاجًا على منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري. واندلعت مواجهات بين المتظاهرين والجيش اللبناني، حيث حاول بعض المحتجين الوصول إلى مدخل المطار، مما استدعى تدخل قوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. في المقابل، أعلنت اللجنة المنظمة للاعتصام عن انتهائه بعد أن "أوصل رسالته"، وفق وصفها.

الجيش اللبناني يتخذ إجراءات صارمة

لم تتوقف التطورات عند الاحتجاجات، حيث نفذت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني حملة أمنية مكثفة في الضاحية الجنوبية، أسفرت عن توقيف 25 شخصًا يشتبه في تورطهم بأعمال شغب واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة. وأكدت قيادة الجيش، في بيان رسمي، أنها لن تتهاون مع أي محاولات للمساس بالسلم الأهلي، داعية المواطنين إلى الالتزام بالتعبير السلمي عن آرائهم، وعدم الانجرار وراء دعوات الفوضى التي قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد.