نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الساعد يعلق على عقد قمة بين ترامب وبوتين في السعودية.. ويكشف سر اختيار أمريكا وروسيا "الرياض" لاستضافة القمة العالمية - عرب بريس, اليوم الاثنين 17 فبراير 2025 02:47 صباحاً
صحيفة المرصد: كشف الكاتب محمد الساعد، عن سبب اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب السعودية لاستضافة القمة العالمية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ترامب وبوتين
وقال الساعد في مقال له بعنوان "ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!"، المنشور بصحيفة "عكاظ": وكأن الزمان هو نفس الزمان والظروف هي نفس الظروف، فقبل أربعين عاماً عُقدت قمة عالمية في آيسلندا بين الزعيمين الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وهي قمة مشابهة إلى حد كبير في ظروفها وأسبابها مع القمة المزمع انعقادها خلال أسابيع بين ترامب وبوتين في السعودية.
صراع نووي
وأضاف: ففي العام 1986، استضافت مدينة ريكيافيك في آيسلندا قمةً عالمية بين رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان والسكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، في وقت كان العالم على شفا صراع نووي مرير إثر ما سمي بحرب النجوم، والسباق النووي المحموم، إضافة إلى استقطاب دولي شديد بين معسكرين، الليبرالي الغربي، والاشتراكي الشيوعي، كذلك يجب أن لا ننسى الصراع بين ثلاث أيديولوجيات كبرى «الشيوعية – المسيحية الغربية – الإسلام»، والذي ظهر جلياً في الحرب الأفغانية السوفيتية.
البند الخفي
وأشار: كان العنوان الرئيس لمفاوضات ريكيافيك الاستثنائية تفكيك أزمة دولية حادة، وتخفيف التوتر بين القطبين، ونزع الأسلحة النووية أو على الأقل الحد من انتشارها، وإيقاف حرب النجوم، لكن الحقيقة أن الحرب الأفغانية السوفيتية كانت هي البند الخفي الذي دفع الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات.
سباق التصنيع
وأكمل: اليوم والعالم يترقب انعقاد قمة مشابهة لتلك القمة العالمية -في المملكة العربية السعودية- بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي، تبدو الظروف فيها مشابهة للظروف في العام 1986، مشيرا: فهناك حرب روسية غربية تمثلها أوكرانيا، قريبة إلى حد ما من الحرب الأفغانية السوفيتية، وهناك صراع اقتصادي مرير بين معسكرين، من جهة الصين بسبب سباق التصنيع والنمو وخطوط الملاحة الدولية، والروسي بسبب الغاز، ومن جهة أخرى أمريكا وحلفاؤها.
سقف التوقعات
وزاد: حرص المنخرطون في قمة آيسلندا على عدم رفع سقف التوقعات، بل إن طاقمَي التفاوض أطلقا عليها (قمة تمهيدية)، في إشارة إلى عدم توقع صدور أي قرارات مهمة عنها، لكن المفاجئ أنها القمة التي شكلت في ما بعد وجه العالم ونتجت عنها الدولة الروسية الحالية إثر انهيار الدولة السوفيتية الأم.
إمبراطورية الشر
وأردف: لقد عدت كواحدة من أنجح لقاءات القمة في التاريخ الحديث، خاصة في ما يتعلق بالحد من التسلح النووي والتقارب الأمريكي السوفيتي وإقناع الرئيس جورباتشوف بضرورة تبني إصلاحات اقتصادية واجتماعية كانت ملحة جداً، في وقت وصل فيه المعسكر الشرقي إلى حالة تجمد تام، مشيرا: وبسبب طبيعة الرئيس الأمريكي رونالد ريغن المتحدية، وفي الوقت نفسه الموضوعية والعاقلة، نجحت القمة لحد كبير على الرغم من حجم التحديات المحيطة بها وظروف الاستقطاب الحاد، ويجب أن نتذكر أن الرئيس رونالد ريغان هو الزعيم الأمريكي الذي وصف السوفييت بأنهم (إمبراطورية الشر)، وكان من أكثر الرؤساء الأمريكان عداء للعقيدة الحمرا، ومع ذلك كان براغماتياً في تعامله مع غورباتشوف.
الكيد السياسي
وأوضح: اليوم يمر العالم بأزمة أمنية حادة ويكاد يقف على أطراف أصابعه بسببها خشية من الانزلاق لحرب عالمية ثالثة وأزمة أمنية تجر العالم كله، لكن المتغير أن هناك زعيماً ثالثاً سيكون هو الوسيط بين القطبين الحاليين –روسيا وأمريكا-، فالأمير محمد بن سلمان، الذي زعمت بعض الأوساط الإعلامية الغربية انحياز بلاده إلى الروس بداية الحرب الأوكرانية، استطاع أن يقود بلاده دون أن تنزلق لأي من المحورين المتصارعين، بل استطاع أن يمهّد الطريق لهذه الوساطة بعلاقاته الممتازة مع الطرفين وسط ذلك الاستقطاب والاتهامات المجانية وغير الحقيقية التي أطلقتها الصحافة الغربية من باب الكيد السياسي.
تصفير الخلافات
وتابع، قائلاً:"السعوديون أكدوا دائماً أنهم لم ولن يكونوا طرفاً في الحرب، ورأوا أن المفاوضات وتصفير الخلافات هو الحل الناجع، وقد نجحت مساعيهم عدة مرات في إطلاق سراح العديد من الأسرى الروس والأوكرانيين، والأمريكان والغربيين، وهو ما أكد نجاح التموضع السعودي الذي اتخذه ولي العهد الأمير محمد مشكّلاً زعامة عالمية له ولبلاده".
طاولة مفاوضات
وختم مقاله: أما لماذا اختارت الدولتان الكبيرتان السعودية لاستضافة القمة العالمية؟ فلأن الجلوس مع الدولتين الكبيرتين على طاولة مفاوضات واحدة يتطلب أن تكون دولة في حجمهما بعمر يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام، خبرت فيها السياسة وتقاليدها، ولديها دورها الدولي المتعاظم في السياسة الدولية، وحجمها الاقتصادي الكبير كإحدى دول العشرين، إضافة إلى مكانتها الإقليمية والعربية والإسلامية.
0 تعليق