أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، أن فريقًا إسرائيليًا سيغادر إلى العاصمة المصرية القاهرة غدًا الاثنين، للتفاوض بشأن استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. جاء ذلك في بيان رسمي من مكتب نتنياهو، الذي أشار إلى أن التفاوض سيتم في إطار بحث تنفيذ بقية بنود المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يشمل الهدنة بين الأطراف المتنازعة.

وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق قد شهدت يوم السبت إتمام الدفعة السادسة، حيث قامت حماس والجهاد الإسلامي بتسليم ثلاثة محتجزين إسرائيليين إلى السلطات الإسرائيلية، في حين أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرًا فلسطينيًا. ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تم إطلاق سراح 19 محتجزًا إسرائيليًا و5 عمال تايلانديين، في مقابل الإفراج عن أكثر من 1100 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، من بينهم عشرات الأسرى الذين يقضون أحكامًا مؤبدة.

وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ في 19 يناير واستمر لمدة 42 يومًا، على إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا، منهم ثمانية على الأقل قتلوا خلال الحرب، مقابل الإفراج عن 1900 أسير فلسطيني. ومع تنفيذ هذه الدفعة، يبقى في قطاع غزة 73 محتجزًا إسرائيليًا. وتعد هذه التطورات خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة، حيث تظهر المفاوضات عن احتمال فتح أفق جديد لإحلال السلام في المنطقة.

وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق في الثالث من فبراير الجاري، لكن المفاوضات تأخرت نتيجة لإرسال نتنياهو وفدًا إلى الدوحة دون صلاحيات حاسمة. في الوقت ذاته، أكد قيادي في حركة حماس، خلال حديثه مع وكالة فرانس برس، أن الحركة تتوقع بدء المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع بداية الأسبوع المقبل. وأوضح أن “الوسطاء الدوليين يواصلون محادثاتهم في هذا الصدد، حيث تتطلع حماس إلى استكمال صفقة التبادل كما تم الاتفاق عليها.” وأضاف أن هناك تعاوناً مع الأطراف الوسيطة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل.

وفي وقت سابق من الأحد، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صامد وأن المحادثات حول سبل المضي قدمًا في المرحلة المقبلة، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، قد بدأت. وأشار إلى أن “المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون أكثر تعقيدًا، ولكن الاتصالات مع المسؤولين في المنطقة إيجابية وبناءة.” وقال إن الجهود المستمرة بين الأطراف المعنية تركز على ضمان أن تستمر العملية بسلام وأمان، وتحقق تقدما نحو مستقبل أكثر استقرارًا.

من جهة أخرى، يبقى الأمل معلقًا على أن تؤدي هذه المفاوضات إلى تحقيق التقدم المطلوب، بحيث تسهم في إنهاء سنوات طويلة من الصراع في غزة، وتحقيق الأمن والعدالة للطرفين. يشار إلى أن المفاوضات والاتفاقات الحالية تحظى بدعم دولي كبير، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى إنهاء النزاع المستمر وتحقيق السلام في المنطقة، رغم التحديات العديدة التي تواجهها هذه الجهود. وعلى الرغم من التعقيدات، فإن الخطوات المبدئية توحي بإمكانية الوصول إلى نتائج إيجابية تعزز من آفاق السلام والأمان للشعبين.

إتبعنا