نشر في باب نات يوم 16 - 02 - 2025

شدد الاخصائي النفسي، مروان الرياحي، على أن النمط الاستهلاكي للتونسي يتغير خلال شهر رمضان وخاصة خلال فترة الصيام مقارنة بسائر الأيام الأخرى مما يعكس توجه الصائم لاقتناءات تزيد عن احتياجاته لا سيما مع اقتراب موعد الافطار حيث يشتد به الجوع خلافا للأيام العادية حيث لا يولي أهمية كبرى لتنويع مشترياته إنما يركز فقط على سدّ رمقه ساعتها.
وأوضح مروان الرياحي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن أغلب التونسيين يربطون شهر رمضان بزيادة الاستهلاك من خلال زيادة في المقتنيات والشراءات لطبخ ما لذّ وطاب من الأكلات والأطعمة و ينتهي المطاف بالزائد عن الحاجة منها الى القمامة.
ولفت الرياحي الى أنه عند الاحساس بالجوع، في سائر الايام، يسعى الاشخاص لسد هذه الحاجة البيولوجية من خلال تناول ماتشتهيه أنفسهم دون الإسراف في ذلك، في المقابل يختلف الأمر في شهر الصيام حيث يبدو الامر أكثر تعقيدا وتشعبا فالتونسي يسعى من خلال الاسراف في المقتنيات والطبخ الى مكافأة نفسه بعد فترة صيام طويلة ومغالبة شهواته حسب تقديره.
وأكدت معطيات سابقة لمنظمة الدفاع عن المستهلك أن نسق استهلاك العائلات التونسية يرتفع بنسبة 20 بالمائة خلال شهر رمضان كما كشفت نتائج دراسة أجراها المعهد الوطني للاستهلاك سنة 2021 ارتفاع استهلاك المواد الغذائية في شهر رمضان بمعدلات متفاوتة بلغت 155 بالمائة للمشروبات الغازية و 111 بالمائة للتمور وارتفع استهلاك البيض من 17 بيضة للشخص الواحد شهريا الى حوالي 26 بيضة للفرد خلال شهر رمضان.
وتشير دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك، شملت 1022 عائلة في مختلف ولايات الجمهورية، الى أن قرابة 66 بالمائة من الأطعمة التي يتم إعدادها خلال شهر رمضان لسنة 2023 ويستحوذ الخبز على أعلى نسبة من التبذير ب46 بالمائة، تلقى في سلة القمامة.
ولفت الرياحي الى الاقبال المفرط لاغلب التونسيين، خلال نهار رمضان، على اقتناء المستلزمات والمواد الغذائية من خلال التجول في فضاء المساحات التجارية الكبرى والأسواق وهو سلوك يقلّد فيه التونسيين بعضهم البعض ويتمظهر في اللهفة المفرطة.
وحول ترشيد الاستهلاك في شهر رمضان، دعا الرياحي الى العودة الى مفاهيم مقاصد الشريعة والتشبع بقيم الصبر والتحكم في الذات والسلوك الانساني، مضيفا أن هذا الوعي يجب أن يمر أولا بوعي ذاتي وجماعي وحملات تحسيسية تساهم في التشبع بقيم الشريعة والابتعاد عن شهوات النفس وآثارها على صحة الصائم وعلى حافظة نقوده.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.