في مقال مثير للجدل، أعرب الكاتب الإسرائيلي رون كوفمان عن استيائه من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما عرض على كندا أن تصبح النجمة الـ51 في العلم الأمريكي، متسائلًا لماذا لم يُقدم عرضًا مشابهًا لإسرائيل، التي اعتبرها أكثر استحقاقًا لهذا الشرف.

وكتب كوفمان في صحيفة معاريف أن معظم الإسرائيليين كانوا سيصوتون بأغلبية ساحقة لصالح الانضمام إلى الولايات المتحدة، على الأقل ضمن نظام يمنح تل أبيب وضعًا مشابهًا لبورتوريكو. واعتبر أن تجاهل هذا الاحتمال يمثل "خطأ فادحًا بحق الإسرائيليين".

ترامب.. الأب الروحي لإسرائيل؟

ذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك حين خاطب ترامب قائلًا: "اعتبارًا من 20 يناير، لم يعد لدينا خيار سوى أن نناديك بـ'أبونا'، لأنك أصبحت أبًا لنا جميعًا، سواء شئت أم أبيت."

ويأتي هذا التصريح في سياق الدعم غير المسبوق الذي قدمته إدارة ترامب لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى تبني "صفقة القرن" التي جاءت منحازة بشدة للمصالح الإسرائيلية.
 

إسرائيل تحت جناحك.. ولكن أين أفعالك؟

رأى كوفمان أن ترامب، رغم دعمه الكبير لإسرائيل، لم يتخذ الخطوة الحاسمة بجعلها جزءًا رسميًا من الولايات المتحدة، وهو ما كان سيمنح الإسرائيليين مزايا اقتصادية وعسكرية وسياسية غير مسبوقة.

ووجه الكاتب انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن المسؤولين الذين يفشلون في إدارة الدولة لا يُحاسَبون، معتبرًا أن القوانين الإسرائيلية مليئة بالثغرات والفساد، حيث يمكن للمغتصبين الإفلات بعقوبات مخففة لا تتجاوز الخدمة المجتمعية.

نتنياهو والمشاكل الداخلية.. من يحكم إسرائيل حقًا؟

تطرق الكاتب أيضًا إلى الأزمة السياسية داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان مشغولًا بمشاكله القانونية والشخصية، تاركًا البلاد في حالة من الفوضى.

كما ألقى باللوم على اليهود المتدينين "الحريديم" الذين يرفضون التجنيد العسكري منذ 77 عامًا، معتبرًا أنهم يستنزفون موارد الدولة دون تقديم أي مقابل. وطرح تساؤلًا صريحًا: "ألم يحن الوقت لتتدخل، عندما يكون واضحًا للجميع أنك الوحيد القادر على فرض النظام؟"، موجهًا كلامه لترامب وكأنه زعيم إسرائيل الفعلي.

هل هي مزحة أم رؤية سياسية حقيقية؟

مقال كوفمان أثار ردود فعل متباينة، بين من اعتبره مزحة سياسية ساخرة تعكس إحباط بعض الإسرائيليين من حكومتهم، وبين من رأى فيه تعبيرًا عن تيار حقيقي داخل إسرائيل يرى في الولايات المتحدة حاميًا أمنيًا وسياسيًا لا غنى عنه.