نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة بين الركام.. عائلة غزية تُرمم منزلها وتتمسك بالحياة - عرب بريس, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 09:26 مساءً
وسط الدمار الذي خلّفته الحرب في غزة، وبين أنقاض المنازل المهدمة، تحاول عائلة المدهون أن تعيد لحياتها بعضا من ملامحها القديمة.
بعد شهور طويلة من النزوح والمعاناة في الخيام، قررت العائلة أن الوقت قد حان للعودة، حتى لو كانت العودة إلى منزل مهدّم جزئيا، تتساقط جدرانه، ويغطيه الركام.
قرار العودة.. رغم كل شيء
يقول خليل المدهون، وهو أحد أفراد العائلة، إنهم ما إن سمعوا عن اتفاق وقف إطلاق النار حتى قرروا العودة فورا إلى منزلهم في حي الشيخ رضوان شمال القطاع. لم يكن قرارًا سهلاً، فالمكان بالكاد يصلح للسكن، لكن بالنسبة لهم، لم يكن هناك خيار آخر.
"نقلنا أكوام الركام من الغرف والشقق السكنية، في البداية كنا ننام فوق الأنقاض، ولم نسمح للنساء والأطفال بالعودة حتى استطعنا تحسين الوضع قليلًا"، يروي خليل بحزن ممزوج بالإصرار.
بمجهود جماعي، وعلى مدار أيام طويلة، عملت العائلة على ترميم ما يمكن إصلاحه، بالرغم من الدمار الكبير الذي حلّ بالمكان. كان الدخول إلى المنزل نفسه مغامرة محفوفة بالمخاطر، فبعد أن تهدم منزل الجيران تمامًا، أُغلقت مداخل البيت، واضطروا إلى البحث عن طرق التفافية للوصول إليه.
الخيام ليست وطنا
لا تخفي العائلة حجم المعاناة التي عاشتها خلال النزوح، فقد كانت الحياة في الخيام قاسية، تفتقر إلى الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية. "واجهنا صعوبات لا يمكن تخيلها، ولهذا قررنا ألا نعود إلى الخيمة أبدًا مهما كان الثمن"، يقول خليل بحزم.
الأمر لم يكن مجرد قرار بالعودة، بل كان رسالة واضحة بأن النزوح لن يكون مصيرهم الدائم، وأن الحياة يجب أن تستمر حتى وسط الركام.
"هذه أرضنا ولن نغادرها"
تمسك العائلة بمنزلها ليس فقط بدافع الذكريات، بل لأنه رمز لسنوات من الكفاح والتعب، كما يوضح خليل: "تعب والدي كثيرًا من أجل بناء هذا البيت، لا يمكن أن نتركه ونرحل. هذا المكان ليس مجرد جدران، بل هو عمر بأكمله".
رغم كل التحديات، لا يزال أفراد العائلة يحاولون ترتيب حياتهم من جديد، يتشاركون المهام، يجمعون الحجارة، ينظفون ما يمكن تنظيفه، ويبحثون عن أي وسيلة لمساعدتهم في رفع الأنقاض المتبقية.
في ظل حديث البعض عن مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة، يرفض خليل هذه الفكرة تمامًا: "من عاد على الأقدام لمنزله لن يقبل بالترحيل مهما كانت المغريات أو الضغوطات. نعيش بأقل الإمكانيات، لكننا متمسكون بأرضنا".
غزة تنهض رغم الجراح
مثل عائلة المدهون، عاد آلاف الغزيين إلى بيوتهم المدمرة، حاملين معهم الأمل بأن تعود الحياة يومًا ما إلى طبيعتها. صحيح أن الطريق لا يزال طويلًا، وأن الدمار في كل زاوية، لكن وسط كل هذا الخراب، هناك إرادة لا تنكسر، وعزيمة تعيد بناء الحياة حتى بين الأنقاض.
في غزة، لا تعني العودة مجرد الرجوع إلى منزل، بل هي استعادة للكرامة، وإعلان بأن الحياة ستستمر، مهما كان الثمن.
0 تعليق