أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأكد أن الأخير أبدى رغبة واضحة في تحقيق السلام، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.

وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، إن الحديث مع زيلينسكي كان إيجابيًا للغاية، وإنه على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتطلع إلى إنهاء الحرب بطريقة تضمن السلام والاستقرار.

تحركات دبلوماسية مكثفة.. لقاء منتظر في ميونيخ

وأضاف ترامب أن زيلينسكي سيلتقي كلًا من نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال مؤتمر ميونيخ للأمن المقرر عقده هذا الأسبوع، حيث ستكون محادثات السلام محور النقاشات، وسط مؤشرات على تحركات دبلوماسية لإنهاء النزاع الدامي الذي دخل عامه الثالث.

ويأتي هذا الاتصال بعد أيام من تقارير أشارت إلى أن ترامب أجرى محادثات غير مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إمكانية بدء مفاوضات سلام جديدة، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا محتملًا في الاستراتيجية الأميركية تجاه الأزمة الأوكرانية.
 

هل بدأت مرحلة جديدة في الصراع الأوكراني؟

يعد الاتصال بين ترامب وزيلينسكي تطورًا مهمًا، خاصة أن العلاقة بين الطرفين شابها بعض التوتر خلال فترات سابقة، إذ انتقد ترامب إدارة الرئيس جو بايدن لدعمها المستمر لأوكرانيا دون وضع استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، معتبرًا أن استمرار الصراع يخدم المصالح العسكرية والصناعية على حساب أمن أوروبا والعالم.

وقد جاءت هذه التصريحات في وقت تسود فيه مخاوف من تصعيد عسكري جديد في أوكرانيا، لا سيما مع استمرار المعارك في شرق البلاد وتزايد الضغوط على الجيش الأوكراني للحصول على مزيد من الدعم العسكري من الدول الغربية.

زيلينسكي يسعى للدعم وسط ضغوط داخلية ودولية

من جانبه، تسعى كييف إلى تأمين دعم عسكري إضافي من الولايات المتحدة وأوروبا، في وقت تواجه فيه ضغوطًا داخلية وخارجية للبحث عن مخرج سياسي للأزمة.

وكان الرئيس الأوكراني قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق سلام لا يضمن استعادة جميع أراضيها المحتلة، مشددًا على أن أي مفاوضات يجب أن تضمن السيادة الكاملة لأوكرانيا.

ترامب وبوتين.. هل يكون الحل عبر اتفاق ثلاثي؟

يأتي هذا الاتصال في سياق تحركات ترامب المستمرة للتوصل إلى حل دبلوماسي، إذ كشفت تقارير أن مستشاريه ناقشوا إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمع الولايات المتحدة، وروسيا، وأوكرانيا بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب.

ووفقًا لمصادر قريبة من إدارة ترامب، فإن الرئيس الأمريكي يرى أن بإمكانه إقناع بوتين بتقديم تنازلات في مقابل ضمانات أمنية طويلة الأمد لروسيا، وهو ما قد يكون الأساس لمفاوضات جديدة قد تنهي واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في العصر الحديث.