نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في ذكرى رحيل رجاء النقاش.. لماذا وصف العقاد بـ محامي العباقرة؟ - عرب بريس, اليوم السبت 8 فبراير 2025 02:16 مساءً
السبت 08/فبراير/2025 – 01:53 م
تحل اليوم ذكرى وفاة الأديب والكاتب الصحفي والناقد رجاء النقاش، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 فبراير عام 2008، تاركا خلفه إرثا إبداعيا من الأعمال المميزة.
ومن مؤلفات النقاش المميزة كتاب أدباء ومواقف، ويدور حول مجموعة من الأدباء ومواقفهم في الفن والحياة، ومن بين من تحدث عنهم في هذا الكتاب الكاتب الكبير محمود عباس العقاد، الذي وصفه بـ محامي العباقرة.
ذكرى رحيل رجاء النقاش
يؤكد رجاء النقاش في كتابه أدباء ومواقف، أن أنسب صفة يمكن أن تطلق على العقاد، وأكثرها انطباقًا مع شخصيته هي أنه محامي العباقرة، فإيمانه بموهبته الخاصة وامتيازه جعله مُحبا للعباقرة عاشقًا لهم، يدافع عنهم بحرارة وحماس وعقل نقاد، وبعض النقاد ينظرون إلى عبقريات العقاد على أنها لون من التاريخ، حتى وإن أخذوا عليه بعض المآخذ في ضوء هذا المقياس، ولكن الحقيقة أن العقاد في عبقرياته أقرب إلى الفنان منه إلى المؤرخ، وإذا استطعنا مثلا كتاب حياة محمد للدكتور محمد حسين هيكل في باب التاريخ، فإننا يجب أن نضع عبقرية محمد للعقاد في باب الأدب.
ويردف: فالموقف الذي يأخذه العقاد من محمد الإعجاب، ولكنه ليس إعجابًا أبلها، إنه إعجاب ذكي حساس، وهو أعجاب رجل واسع الثقافة متنوع المعرفة، لذلك جاء الكتاب أشبه بقصيدة جميلة عن عبقرية محمد، إنني أتصور هذا الكتاب قصيدة ملحمية، عن النبي، وهي قصص تتكون من مقاطع متعددة هي فصول الكتاب.
النقاش ممتدحًا العقاد: ويؤمن أن الحضارة من صنع العباقرة
ويوضح أن العقاد يتغنى بعبقرية النبي، لكنه ليس غناء المتصوفين مثلما فعل البوصيري في قصيدته البردة، ولكنه غناء فنان عصري، ممتاز العقل مُلم بأطراف واسعة، ولكن العقاد لا يدين عباقرته أبدًا إنه معجب بهم وشديد الفتنة حتى في المواقف التي تلوح للآخرين خطأ، أو على الأقل تبدو مواقف فيها شبهات،
ويكمل: هو في عبقرياته صاحب نظرات شديدة النفاذ والعمق والتأثير على النفس، وأذكر على سبيل المثال كتابه أبو الشهداء، فقد كتب هذا الكتاب عن الحسين بن علي، فخرج أغنية رائعة عن الاستشهاد والتضحية، إنه كتاب مؤثر إلى حد بعيد، وهو لا يقف أبدًا عند حدود شخصية الحسين، بل يتعداها إلى تصوير نفسية الشهيد في كل زمان ومكان، وإلى تصوير أزمته ومحنته في هذا الوجود.
وهكذا نجد أن العقاد يهتز بكل وجدانه أمام العبقرية الفردية، إنه يؤمن بالإنسان العبقري، ويؤمن بأن الحضارة من صنع العباقرة أولا وأخيرًا، فهم الذين يصنعون التاريخ.
0 تعليق