نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مقترح ترامب لغزة.. هل السلام بالشرق الأوسط في مهب الريح؟ - عرب بريس, اليوم السبت 8 فبراير 2025 10:53 صباحاً
أثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة جدلًا واسعًا منذ لحظة الكشف عنه، حيث قوبل برفض عربي وإقليمي ودولي، وسط تأكيدات على استحالة تنفيذه، حيث وُصف بأنه "خارج الصندوق".
ورغم أن ترامب نفسه صرح بعدم ضمان التنفيذ، فإن الطرح يعكس رؤية تهدف وفق مراقبين إلى تعزيز الأمن الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية.
اليمين الإسرائيلي وتعزيز التهجير
يؤكد الباحث في مركز الإمارات للسياسات، محمد الزغول، خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو تتبنى وجهة نظر يمينية متشددة، تسعى إلى فرض الأمر الواقع وإضعاف أي احتمال لحل الدولتين.
ويرى أن ترامب قدم طرحًا عزز موقف اليمين الإسرائيلي، مما أدى إلى تقويض فرص السلام في المنطقة، مشيرًا إلى أن فكرة "الهجرة الطوعية" التي تروج لها إسرائيل غير واقعية نظرًا للظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة في غزة.
ويضيف الزغول أن "مبادرة ترامب ليست مدروسة، وتعتبر كلاما فارغا"، مشددًا على أن "الغزيين تعرضوا لدمار هائل، ومع ذلك لا يزال حلم العودة إلى منازلهم قائمًا".
كما أشار إلى أن إسرائيل تمارس دعاية سياسية مكثفة عبر شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بهدف تمرير أجندات تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.
مقترح غير عقلاني
من جهته، يرى خبير الشؤون الإسرائيلية في مركز الإمارات للدراسات، عبد الله الصوالحة، أن مقترح ترامب يمثل "انعطافة حادة وغير عقلانية"، مشيرًا إلى أن تاريخ الشرق الأوسط حافل بمحاولات تغيير الواقع بالقوة، لكن النتائج غالبًا ما تكون كارثية.
وأوضح أن "الطرح الأميركي لا يوفر بديلًا حقيقيًا لحل الدولتين، وإنما يروج لمفهوم التهجير الناعم".
وأضاف أن هناك مخاوف من محاولة استنساخ تجربة غزة في الضفة الغربية، مشددًا على أن "الدول العربية لم تُظهر أي موافقة على فكرة التهجير، وهناك حاجة ماسة إلى مقترح شامل يعيد إعمار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين".
الموقف العربي والدولي
أما المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، فيؤكد أن الطروحات الأميركية لن تنجح بسبب التحولات التي شهدتها المنطقة بعد 7 أكتوبر 2023، والتي دفعت الدول العربية إلى تبني موقف أكثر صلابة تجاه القضية الفلسطينية.
ويرى أن "هناك فرصة حقيقية أمام العرب لدعم حل الدولتين في ظل التراجع المحتمل للعلاقة بين ترامب ونتنياهو".
كما أكد أن "الموقف السعودي مدعوم من الدول العربية والإسلامية، ويستند إلى رفض أي تسويات تتجاهل الحقوق الفلسطينية".
رؤية أميركية مختلفة
على الجانب الآخر، يعتقد مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، أن الطرح الأميركي يجب أن يُدرس بعمق، مشيرًا إلى أن "إعادة إعمار غزة يمكن أن تكون فرصة لتغيير الوضع القائم".
ويرى أن على الدول العربية تحمل مسؤولية أكبر في إيجاد حلول عملية لمأساة الفلسطينيين.
في ظل استمرار الرفض العربي والدولي، يبقى التساؤل: هل سيكون مقترح ترامب مجرد طرح إعلامي سرعان ما يُنسى، أم أنه سيؤثر على شكل الصراع في المستقبل؟.. الإجابة مرهونة بالتطورات السياسية الإقليمية والدولية، ومدى استعداد المجتمع الدولي لمواجهة الطروحات التي تتعارض مع حقوق الفلسطينيين المشروعة.
0 تعليق