كيف تناولت الصحف العالمية ”خطة ترامب” لاحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين منها.. هل ستنجح؟ - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تناولت الصحف العالمية ”خطة ترامب” لاحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين منها.. هل ستنجح؟ - عرب بريس, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 06:55 مساءً

في خطوة أثارت زوبعة من الجدل الدولي، اقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "احتلال" غزة مؤقتًا من قبل الولايات المتحدة وإعادة إعمارها، وهو مقترح قوبل بانتقادات واسعة من قادة ومحللين حول العالم. وتضمن اقتراح ترامب، الذي كشف عنه خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة لنقل السكان الفلسطينيين بشكل دائم وبناء منطقة جديدة على أنقاض الحرب، ما أثار مخاوف بشأن تطهير عرقي محتمل وزيادة التوترات في الشرق الأوسط.

ورغم أن هذا الاقتراح بدا مفاجئًا، إلا أنه يتماشى مع بعض مواقف ترامب السابقة المتعلقة بالتوسع الإقليمي، مثل حديثه عن شراء غرينلاند أو إعادة السيطرة الأميركية على قناة بنما. لكن هذه المرة، جاء المقترح في توقيت حساس، عقب أشهر من الحرب في غزة، ما زاد من حالة الغضب والرفض.

ترامب: من الدمار إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"
في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، استعرض الكاتب إيشان ثارور رؤية ترامب المثيرة للجدل، حيث تحدث الأخير عن إمكانية تحويل غزة من "موقع هدم إلى ريفييرا في الشرق الأوسط"، مستشهدًا بالرفاهية الاقتصادية التي تتمتع بها الريفييرا الفرنسية.

وخلال اللقاء، أشار ترامب إلى أن العديد من سكان غزة قد لا يرغبون في العودة إليها بعد الدمار الذي لحق بالقطاع، بل وربما يفضلون مغادرتها بشكل دائم، وفقًا لما نقلته الصحيفة.

وبرر ترامب مقترحه بأن الفلسطينيين "يستحقون حياة أفضل" بعد المعاناة المستمرة من الحروب، مدعيًا أن معظمهم لن يرغبوا في العودة إلى غزة بعد تدميرها. لكن محللين رأوا أن هذه التصريحات تخدم الأجندة الإسرائيلية الهادفة إلى إقصاء حماس عن المشهد السياسي الفلسطيني، وسط اتهامات بأن الخطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين بشكل قسري.

محاولة لتعزيز العلاقات مع إسرائيل؟
أما "وول ستريت جورنال" فقد اعتبرت أن طرح ترامب بشأن غزة يأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز العلاقات الأميركية-الإسرائيلية، ومنح نتنياهو دفعة سياسية في مواجهة المعارضة الداخلية المتزايدة في إسرائيل.

وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو، شدد ترامب على التزامه بالضغط على إيران ووقف أنشطتها النووية، وربط إعادة إعمار غزة بمحاولات إضعاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتعزيز الأمن الإسرائيلي.

وأكد ترامب أن سياساته السابقة كانت أكثر فاعلية في دعم إسرائيل، مشيرًا إلى اتفاقيات أبراهام ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأضاف أن تصاعد العنف في الأقصى ما كان ليحدث خلال فترة حكمه.

الرفض العربي والمخاوف الإقليمية
من جانبها، حذرت مجلة "فورين بوليسي" من أن مقترح ترامب بشأن إعادة توطين الغزيين في دول عربية مجاورة، مثل الأردن، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

وأشارت إلى أن الأردن، الذي يستضيف بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين، قد يواجه تهديدًا أمنيًا واقتصاديًا خطيرًا إذا تعرض لضغوط لقبول المزيد من النازحين. ونقلت عن مسؤولين أردنيين تأكيدهم أن المملكة لا تستطيع تحمل أعباء إضافية، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والتوترات السياسية الداخلية.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن تنفيذ خطة ترامب يكاد يكون مستحيلاً، حيث رفضت دول مثل مصر والأردن هذا الطرح رفضًا قاطعًا، وأكدت السعودية أنها لن تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وبحسب الصحيفة، فإن المجتمع الدولي يرى أن هذا المقترح لن ينجح، بل قد يؤدي إلى المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط، مما يعزز حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

تحديات قانونية ورفض دولي واسع
ولم يقتصر الجدل حول مقترح ترامب على الجانب السياسي فحسب، بل امتد إلى النواحي القانونية، حيث سلطت نيويورك تايمز الضوء على إمكانية مواجهة خطته طعونًا قانونية محليًا ودوليًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب كانت تواجه بالفعل عدة دعاوى قضائية تتعلق بسلطاته التنفيذية، بما في ذلك قضايا تتعلق بقراراته بشأن تمويل العلاجات الطبية لموظفي الحكومة الفيدرالية، وتسريح ملايين الموظفين.

ووفق تحليل واشنطن بوست، فإن ملف غزة ينضم الآن إلى قائمة طويلة من القضايا المثيرة للجدل التي تلاحق ترامب، مما يجعله عرضة لعواقب قانونية وسياسية، خاصة إذا قرر المضي قدمًا في هذه الخطة.

الخلاصة: خطة محكوم عليها بالفشل؟
في ظل رفض عربي ودولي واسع، وتداعيات قانونية معقدة، يبدو أن اقتراح ترامب بشأن غزة مجرد فكرة غير واقعية لن تجد طريقها للتنفيذ. وبينما يسعى الرئيس الأميركي السابق إلى تعزيز موقعه السياسي، فإن خطته قد تتحول إلى عامل جديد يؤجج الصراع بدلاً من إنهائه، وسط اتهامات بمحاولة فرض واقع جديد يخدم مصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق