في مقابلة مثيرة مع مجلة " إيكونوميست"، ظهر الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع بمظهر مختلف تمامًا عن قادة سوريا السابقين، حيث حرص على الظهور بشكل عصري وأنيق، ارتدى الشرع سترة كريمية غير رسمية فوق قميص أسود وبنطلون ضيق، ما أثار اهتمام المراقبين الذين اعتبروا أن هذه الإطلالة تعكس تحولًا جذريًا في طريقة تقديم نفسه مقارنة بالقادة السابقين الذين كانوا يرتبطون بشكل تقليدي وذو طابع رسمي.

الشرع: من الانعزال إلى الانفتاح

هذا الظهور العصري ليس مجرد مسألة مظهر، بل يعكس أيضًا رغبة الشرع في تقديم نفسه بشكل مختلف، يبتعد عن العزلة التي كانت سمة نظام بشارالأسد، ففي حين ارتبط نظام الأسد بالسرية والرسميات الجامدة، يسعى الشرع من خلال هذه المقابلة إلى إبراز انفتاحه على الإعلام العالمي واستعداده للحوار، مما يعكس تحولًا في سياسته تجاه الشفافية والاتصال المباشر مع العالم الخارجي.

تعهدات الشرع بشأن المستقبل السياسي لسوريا

خلال المقابلة، كشف الشرع عن خطط مستقبلية لإعادة بناء سوريا وتحقيق التحول نحو الديمقراطية، تعهد بإجراء انتخابات رئاسية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن إدارته تهدف إلى تقليص النفوذ الأجنبي في البلاد، بما في ذلك التواجد العسكري الأمريكي الذي وصفه بالـ"غير قانوني". كما أكد استعداده للتفاوض مع روسيا بشأن مستقبل قواعدها العسكرية في سوريا.

رسائل تحذيرية وتعهدات إصلاحية

الشرع لم يتوقف عند الشأن العسكري فقط، بل أرسل رسائل تحذير لإسرائيل، مطالبًا إياها بالتوقف عن أي تحركات توسعية في الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تعقيدات مستقبلية. على الصعيد الأمني، أشار إلى العمل على ضبط الأوضاع داخل البلاد ومكافحة تجاوزات بعض الفصائل المتشددة التي كانت جزءًا من قاعدة النظام الداعمة.

الديمقراطية والانتخابات الحرة: ملامح التغيير

في خطوة غير مسبوقة، استخدم الشرع مصطلح "الديمقراطية" علنًا للمرة الأولى منذ توليه السلطة، مشيرًا إلى أن سوريا تسير نحو نظام يسمح للشعب باختيار ممثليه بحرية. كما تعهد بتشكيل حكومة جديدة تضم شخصيات من مختلف الأطياف السياسية، مع التركيز على تعيين الوزراء بناءً على الكفاءة بدلاً من الانتماء العرقي أو الديني.

جدول زمني لإتمام الدستور وإجراء الانتخابات

كما أشار الشرع إلى أن إدارته تعمل على صياغة دستور جديد بالتعاون مع الأمم المتحدة، مع تحديد فترة زمنية تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوات لإتمام هذه العملية. وأكد عزمه على إجراء انتخابات حرة ونزيهة، منوهاً إلى أن سوريا ستشهد تحولًا سياسيًا جذريًا يعكس تطلعات الشعب السوري نحو المستقبل.