اتهمت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية بـالمماطلة المتعمدة في تنفيذ المرحلة الثانية من المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، مشيرة إلى أن تل أبيب تتنصل من التزاماتها، بينما يلوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتصعيد العسكري بدلًا من استكمال عملية التفاوض.

حماس: إسرائيل تتلاعب بالاتفاق وتعرقل المساعدات

في بيان رسمي، أكدت حماس أنها مستعدة لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات وفق التفاهمات التي تمت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، لكنها تواجه عراقيل إسرائيلية متعمدة تهدف إلى إفشال الاتفاق أو فرض شروط جديدة لا تمتّ بصلة لما تم الاتفاق عليه مسبقًا.

وأوضحت الحركة أن الوفد المفاوض برئاسة موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الدولية، ناقش مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو آخر تطورات الوضع في غزة، بما في ذلك المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ الالتزامات، لا سيما فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية لإعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي.

وأكد أبو مرزوق خلال اللقاء أن "إسرائيل تعرقل إدخال الخيام والمستلزمات الطبية وإعادة بناء المستشفيات والبنية التحتية، في محاولة لفرض واقع جديد على غزة عبر الحصار والتضييق".

من جانبه، شدد بوغدانوف على رفض موسكو لأي محاولات لفرض حلول قسرية على الفلسطينيين، مع تأكيد دعم بلاده لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وغير مشروط.
 

نتنياهو يعطل المفاوضات ويرفض إرسال الوفد الإسرائيلي إلى قطر

في خطوة مفاجئة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم إرسال وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة، حيث كان من المفترض أن تستأنف اليوم الإثنين الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.

ونقل باراك رافيد، مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مصدر مطلع أن نتنياهو ألغى الاجتماع الذي كان من المفترض أن يعقده مع فريق التفاوض قبل مغادرته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

هذا القرار وضع المفاوضات في مأزق، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أن تجميد المحادثات قد يعيد الأوضاع إلى مربع التصعيد العسكري، خاصة في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في عملياته في الضفة الغربية، ورفضه الالتزام ببنود الاتفاق الخاصة بغزة.

تهديدات إسرائيلية باستئناف الحرب.. وحماس تحذر

مع تصاعد التوترات، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل وضع خطط جديدة لاستئناف القتال في غزة في حال فشلت المفاوضات، مشيرة إلى أن استراتيجية الحرب القادمة ستكون أكثر شراسة مقارنة بالجولات السابقة، حيث تسعى تل أبيب إلى حسم المواجهة عسكريًا بدلًا من الدخول في مفاوضات طويلة.

وفي المقابل، حذرت حماس من أن المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ الاتفاق ستؤدي إلى تصعيد لا تحمد عقباه، مؤكدًة أن الواقع على الأرض سيفرض على إسرائيل العودة إلى طاولة المفاوضات عاجلًا أم آجلًا.

وقال مصدر في المكتب السياسي للحركة لوكالة الأنباء الألمانية:

"إسرائيل تماطل في تنفيذ التزاماتها، لكنها لن تستطيع التهرب طويلًا، فالمجتمع الدولي يدرك أن الحل السياسي يجب أن يكون جزءًا من أي تسوية قادمة."

تفاصيل اتفاق غزة.. ثلاث مراحل للتهدئة

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 15 يناير الماضي، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير، ينص على ثلاث مراحل رئيسية، تشمل:

المرحلة الأولى (42 يومًا): وقف إطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية، تبادل الأسرى، إدخال المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين.

المرحلة الثانية: بدء مفاوضات أوسع حول انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار.

المرحلة الثالثة: ترتيبات دائمة تشمل الاعتراف الدولي بالوضع النهائي للقطاع، واتفاقيات سياسية واقتصادية طويلة الأمد.