نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان تخلع العمامة ! - عرب بريس, اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025 12:00 صباحاً
بداية يجب أن لا نهمل كيف كان حزب الله أحد أبرز القوى الفاعلة في المشهد اللبناني وقوة شبه مستقلة داخل الدولة اللبنانية، بل دولة داخل الدولة بما يملكه من قدرات عسكرية تفوق القدرات العسكرية للدولة اللبنانية نفسها، ويتصرف بمعزل عن الدولة في قرارات الحرب والسلم كونه جزءاً من مشروع ما سمي بـ«محور المقاومة»، كما ظهر ذلك في المواجهات والمعارك الأخيرة مع إسرائيل، ودور الحزب في تعطيل الاستحقاقات الدستورية كما حدث إبان الانتخابات الرئاسية والفراغ الرئاسي الطويل قبل انتخاب ميشال عون عام 2016، كون الحزب لاعباً رئيسياً في المعادلة الأمنية والسياسية، وبالتالي فإن انحسار الهيمنة كلياً لن يتم بين ليلة وضحاها، والحديث هنا عن حزب متمكن يملك نفوذًا كبيرًا داخل الحكومة، ويؤثر على تشكيل الحكومات والسياسات الخارجية للبنان، مما عطل علاقاتها مع الدول العربية والغربية وجلب الكثير من الكوارث الاقتصادية والتحديات السياسية التي حولت لبنان من دولة لها حضور على المشهد الدولي إلى دولة مهمشة شبه معزولة تتقاذفها الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية!
لعبت المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في دعم لبنان سياسيًا واقتصاديًا على مدى العقود الماضية، وسعت باستمرار لإعادته إلى عمقه العربي، خاصة في ظل الأزمات التي عصفت به نتيجة التدخلات الخارجية، كما أكدت السعودية مرارًا التزامها بوحدة واستقرار لبنان، ودعت إلى تطبيق اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية وساهم في إعادة بناء الدولة في السابق. هذا وتقود الرياض اليوم مبادرات وجهودًا دبلوماسية لإعادة التوازن إلى المشهد السياسي اللبناني، ودعمت مبادرات عربية ودولية لإعادة الاستقرار في لبنان وتعزيز سيادة الدولة وفتح قنوات التعاون بينها وبين دول الخليج وإحياء دور الدولة اللبنانية كجسر للتواصل بين الثقافات والحضارات.
اليوم وبعد عقود من العزلة والهيمنة الخارجية ها هي لبنان تتقدم بخطى واضحة نحو المحور العربي وبوادر تغيير شامل يشع في الأفق السياسي بقيادة الرئيس جوزيف عون وحكومته التي تلبي تطلعات الشعب اللبناني وتتوافق بتمثيل كافة الكتل النيابية المختلفة، والدفع باتجاه حكومة توافقية وفريق وزاري قادر على مواجهة التحديات وإعادة الاستقرار إلى لبنان.
0 تعليق