زيارة الرئيس الانتقالي السوري لأنقرة.. بداية تحالف إقليمي جديد؟ - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة الرئيس الانتقالي السوري لأنقرة.. بداية تحالف إقليمي جديد؟ - عرب بريس, اليوم الاثنين 3 فبراير 2025 08:52 مساءً

يصل الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، إلى العاصمة التركية أنقرة يوم الثلاثاء، في ثاني محطاته الخارجية بعد زيارته إلى الرياض، حيث يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث الملفات الإقليمية الساخنة والتنسيق المشترك بشأن مستقبل سوريا.

الزيارة تأتي في توقيت حساس، حيث تعمل تركيا على إعادة ترتيب المشهد الإقليمي عبر تحالف يضم سوريا والعراق والأردن، بهدف إنهاء الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية (قسد)، التي تُعتبر الجناح العسكري للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي تعتمد عليها واشنطن في محاربة تنظيم داعش.

وفي مقابل هذا التحرك، تجد الإدارة الكردية نفسها في مأزق استراتيجي، مما دفعها إلى مناشدة إسرائيل للتدخل، وسط تصاعد العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري واستمرار الاشتباكات بين قوات "قسد" والفصائل المدعومة من تركيا شرق حلب.

تركيا تعزز نفوذها الإقليمي عبر سوريا والعراق والأردن

زيارة الشرع لأنقرة تأتي بعد سلسلة من التحركات التركية المكثفة، كان آخرها زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق، ولقاءات متتالية لرئيس المخابرات إبراهيم كالين مع المسؤولين السوريين، مما يعكس سعي أنقرة إلى إحداث تغييرات جذرية في المعادلة السورية.

تحركات تركيا لا تتوقف عند سوريا، بل تمتد إلى العراق والأردن، حيث تسعى أنقرة إلى تشكيل تحالف إقليمي جديد لمحاربة التنظيمات التي تصنفها كإرهابية، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني (PKK) في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وتنظيم داعش.

وأعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة، أن تركيا ستتعاون مع سوريا والعراق والأردن لمكافحة التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن "المشكلة الأساسية هي أن وحدات حماية الشعب الكردية تبقي سجناء داعش داخل السجون دون تقديم أي حلول فعلية".

وتحاول أنقرة إقناع واشنطن بالتخلي عن دعمها لـ"قسد"، مدعية أن القوات الكردية تستخدم ملف داعش كذريعة لاستمرار الدعم الأمريكي لها.

الإدارة الكردية تستنجد بإسرائيل.. ورهانات جديدة في الصراع السوري

في ظل التصعيد العسكري التركي، خرجت مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، بموقف مفاجئ، حيث طالبت إسرائيل بالتدخل لدعم الكيان الكردي في مواجهة الضغوط التركية والسورية.

وفي مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، أكدت إلهام أحمد أن "أمن سوريا يحتاج إلى تدخل إسرائيل، وأن حل أزمة الشرق الأوسط لن يتحقق دون دور تل أبيب والشعب اليهودي".

كما حذرت من أن محاولات الإدارة السورية بقيادة الشرع لتوحيد جميع الفصائل في جيش موحد قد تؤدي إلى حرب أهلية داخلية جديدة، معتبرة أن المنطقة لا يمكن أن تخضع لحكم مركزي، وأن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يجب أن تبقى مستقلة عن دمشق.

تصاعد القتال في شرق حلب.. ومخاوف من مواجهة إقليمية جديدة

على الأرض، يستمر القصف التركي والاشتباكات العنيفة بين الفصائل المدعومة من أنقرة و"قسد" في محاور سد تشرين، وجسر قره قوزاق، ومناطق أخرى شرق حلب، وسط تصعيد مكثف بالطائرات المسيرة والقصف المدفعي التركي.

تركيا تعلن صراحة أنها لن تسمح باستمرار الإدارة الكردية في شمال سوريا، وأن الحل الوحيد أمام "قسد" هو الاندماج في الجيش السوري الموحد، وهو ما ترفضه القيادة الكردية التي ترى في هذا المقترح خطوة لإنهاء وجودها السياسي والعسكري.

ومع تصاعد الضغوط، يواجه البيت الأبيض اختبارًا حقيقيًا بشأن مستقبل علاقته مع الأكراد في سوريا، خاصة مع إعلان المسؤولة الكردية أنها تتوقع أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا، وأن أي انسحاب مفاجئ قد يؤدي إلى كارثة أمنية.

هل تتغير خريطة التحالفات في سوريا؟

التحركات الأخيرة تشير إلى أن سوريا قد تكون أمام مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، حيث تتحرك تركيا بقوة لبناء محور إقليمي يضم سوريا والعراق والأردن، في محاولة لمواجهة التمدد الكردي شمالًا، وضمان استقرار الحدود الجنوبية لأنقرة.

في المقابل، تسعى الفصائل الكردية إلى الاحتفاظ بدعم أمريكي أو إيجاد بديل قوي، مثل إسرائيل، لحماية مناطقها من الهجمات التركية.

ويبقى السؤال الكبير: إلى أي مدى يمكن أن تصمد واشنطن أمام الضغوط التركية لإنهاء دعمها لقسد؟ وهل ستتجه الإدارة الكردية فعلًا إلى تل أبيب كحليف جديد؟

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل شمال سوريا، وسط احتمالات متزايدة بتوسيع العمليات العسكرية التركية، أو بروز مبادرة دبلوماسية قد تؤدي إلى تسوية جديدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق