نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان بين جبهة الاسناد والعدوان الاسرائيلي.. الرواية شبه الكاملة لما حدث (1/2) - عرب بريس, اليوم الأحد 2 فبراير 2025 02:25 مساءً
في التاسع عشر من الشهر الجاري، أسدل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي الستار على واحدة من أشد الحروب في تاريخ المنطقة. وقد كانت جبهة الإسناد التي فتحتها المقاومة الإسلامية في لبنان جزءاً لا يتجزأ من هذه الحرب. ومع انتهائها، نستعيد هنا أبرز محطات جبهة الإسناد اللبنانية في معركة طوفان الأقصى.
في السابع من أكتوبر عام 2023، شن مجاهدو حركة حماس هجوماً عسكرياً كبيراً على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، وأسر أكثر من 250 آخرين، في عملية حملت اسم طوفان الأقصى. كما تزامنت العملية مع إطلاقهم أكثر من 4300 صاروخ باتجاه المستوطنات.
أدت هذه العملية إلى ردود فعل عربية وعالمية عديدة. وبين التأييد والمعارضة، قام مجاهدو حزب الله بإطلاق صواريخ وقذائف مدفعية باتجاه المواقع المحتلة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بهدف إسناد المقاومة في غزة. ومن جانبها، ردّ العدو بإطلاق عدد من القذائف باتجاه الأراضي اللبنانية.
خلفية العملية
منذ انسحاب العدو الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، اشتدّ الصراع بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وبقي كذلك بعد سيطرة حماس على غزة نتيجة فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006. ومنذ عام 2007، يعاني القطاع من حصار خانق فرضه العدو الإسرائيلي.
شهد القطاع حروباً إسرائيلية عدة في 2008 و2012 و2014 و2021، إضافة إلى جولات قتال متفرقة. وفي عام 2023، استشهد ما لا يقل عن 247 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين الأبرياء، تزامن ذلك مع تصاعد وتيرة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وهدم منازلهم واعتقالات تعسفية. كما شهدت تلك الفترة محاولات عديدة من المستوطنين لتدنيس المسجد الأقصى وحرمان الفلسطينيين من دخوله. وشكّلت هذه الممارسات دافعاً للفلسطينيين للرد على الحصار والعدوان.
وتغيّر شكل المواجهة بعد عملية “طوفان الأقصى” بشكل جذري، وأعلن يواف غالانت وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي في التاسع من أكتوبر 2023 فرض حصار إسرائيلي شامل على قطاع غزة، وتضمّن الحصار منع الغذاء والدواء والوقود عن سكان القطاع كافة.
السيد حسن نصرالله يعلن مساندة غزة
قامت “إسرائيل” بتحذير حزب الله من الانخراط في القتال، ليردّ الأمين العام السيد حسن نصرالله بأن المقاومة بدأت تساند الفلسطينيين منذ صبيحة اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى. وأشار إلى أن المقاومة ستواصل دعمها لغزة، مؤكداً أن كل التهديدات الإسرائيلية التي وُجهت إلى المقاومة لن تثنيها عن القيام بواجبها.
واصل حزب الله قصفه للمواقع العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة بالصليات الصاروخية، خلال الفترة الأولى من الحرب. وأجبرت تلك الهجمات العدو على إخلاء 43 مستوطنة، وسط تكتم شديد من الجانب الإسرائيلي فيما يخص الخسائر.
وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري العميد شارل أبي نادر في مقابلة مع موقع المنار الإلكتروني إلى أن قرار فتح جبهة الإسناد لغزة كان استثنائياً، وساهم في تخفيف الضغط عن القطاع. وأوضح في مقابلة مع موقع المنار الإلكتروني، أن المقاومة تدرّجت في عملياتها، حتى نجحت في إشغال العدو ومنعه من تركيز كل جهوده للضغط على غزة.
الجرائم الإسرائيلية في غزة وأثرها على جبهة الإسناد
ازدادت الجرائم التي اقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، مما أدى إلى تكثيف العمليات العسكرية في جنوب لبنان، كما زاد جيش الاحتلال من ضرباته، حتى خرق قواعد الاشتباك. ونتيجة لذلك، تم تهجير أهل قرى الحافة الأمامية في الجنوب، كما اضطر مزيد من مستوطني شمالي فلسطين المحتلة إلى النزوح.
اغتيال الشيخ صالح العاروري
حمي الوطيس، ومع بداية عام 2024 نفذت مسيرة إسرائيلية هجوماً جوياً على مبنى في الضاحية الجنوبية، أسفر عن استشهاد صالح العاروري نائب رئيس مكتب حركة حماس، بالإضافة إلى ستة آخرين. بناءً على ما أشار إليه سيد المقاومة في السابع من يناير 2024، فإن التفوق كان واضحاً للمقاومة بعد أكثر من ستين يوماً على حرب الإسناد، حيث أوضح أن المقاومة استهدفت خلال هذه الفترة 48 موقعاً عسكرياً، و50 نقطة حدودية، و17 مستوطنة، وعدداً كبيراً من الدبابات.
تزايد الاغتيالات
شهدت الأشهر التالية اغتيال عدد من قادة حزب الله، ومنهم وسام الطويل (الحاج جواد) الذي تعرض لاستهداف من مسيرة إسرائيلية في بلدة خربة سلم قضاء بنت جبيل، وطالب عبدالله (أبو طالب) الذي استشهد مع عدد من رفاقه في يونيو 2024 في بلدة جويا، بالإضافة إلى القائد الحاج محمد ناصر (أبو نعمة) الذي ارتقى شهيداً بعد قيام مسيرة إسرائيلية باستهداف سيارته في صور.
حادثة مجدل شمس
في 27 تموز 2024، سقط صاروخ في ملعب كرة قدم داخل بلدة مجدل شمس المحتلة والواقعة في هضبة الجولان المحتل، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 34. وجهت الحكومة الإسرائيلية أصابع الاتهام إلى حزب الله، مدعيةً أن صاروخاً من نوع فلق 1 قد أطلق من جنوب لبنان ليسقط في مجدل شمس. وفي المقابل، نفى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الشهيد محمد عفيف مسؤولية المقاومة عن هذه الحادثة.
وأكدت مصادر مطلعة استناداً إلى أشخاص كانوا يتواجدون في مكان الحادثة أن صاروخاً اعتراضيّاً انحرف عن مساره وسقط في بلدة مجدل شمس. كما أشارت تقارير صحفية إلى أن معظم سكان الناحية شاهدوا صاروخاً اعتراضيّاً أطلقته القبة الحديدية ليسقط في ملعب لكرة القدم.
استشهاد السيد فؤاد شكر
في 31 تموز/يوليو 2024، أعلنت إسرائيل استهدافها للقائد الجهادي السيد فؤاد شكر خلال غارة شنتها على أحد المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى جانب أربعة من المدنيين. كما تسبب الاعتداء بإصابة 80 مدنياً. وقد أعلن العدو أن اغتيال السيد فؤاد شكر أتى رداً على حادثة مجدل شمس، رغم نفي حزب الله مسؤوليته عنها.
عملية يوم الأربعين
في 25 آب 2024، نفذت المقاومة الإسلامية عملية الرد على استشهاد السيد فؤاد شكر، والتي حملت اسم يوم الأربعين، إذ أنها تزامنت مع ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام. وحاول العدو الإسرائيلي إحباط العملية عبر قيامه بهجوم استباقي على عدد من المواقع، لكنه فشل في ذلك.
أشار السيد حسن نصرالله إلى أن المقاومة استهدفت قاعدة الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الصهيونية والمتخصصة في التجسس الإلكتروني في ضواحي تل أبيب. وأضاف أن المجاهدين أطلقوا 340 صاروخاً وعدداً هائلاً من المسيرات خلال تلك العملية، مؤكداً على عدم تعرض أي من مرابض المسيّرات لأي أذى قبل تنفيذ العملية أو بعدها.
وجاء في بيان نشره الإعلام الحربي أن مجاهدي المقاومة نجحوا في قصف 11 قاعدة وموقعاً إسرائيلياً بالصليات الصاروخية، تسهيلاً لعبور المسيّرات إلى هدفها. وكشفت بعض المصادر الأمنية الأوروبية أن العملية أدت إلى مقتل 22 جندياً إسرائيلياً، وإصابة 75.
حادثة تفجير أجهزة البيجر
في 17 و18 أيلول 2024، وقعت حادثة انفجار أجهزة البيجر واللاسلكي الشهيرة، ما أسفر عن استشهاد 18 شخصاً وإصابة 2800، وانكشف بعد ذلك أن هذه العملية بدأ التحضير لها قبل “طوفان الأقصى” بسنوات، في انتظار ساعة الصفر لتفجير الأجهزة.
وفي 19 أيلول 2024، وصف السيد حسن نصرالله الحادثة بأنها خرق أمني كبير جداً، وردّ على ادعاءات نتنياهو بإعادة مستوطني الشمال، بأن ذلك لن يحدث حتى وقف العدوان على غزة.
اغتيال القائد إبراهيم عقيل ورفاقه
في 20 أيلول 2024، اغتيل القائد الحاج إبراهيم عقيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، في اعتداء جديد أدى أيضاً إلى استشهاد عدد من المدنيين في منطقة سكنية.
يتبع في الجزء الثاني..
المصدر: موقع المنار
0 تعليق